Abstract:
هذه الأطروحة بعنوان: "محددات المعنى عند المفسرين واللغويين دراسة تطبيقية في القرآن الكريم".
وهي تهدف إلى التعريف بالمعنى، وأنواعه، والأدوات التي تحدده، ونظرياته، وبيان قدم العناية بتحديد المعنى وتوضيحه، منذ صدر الإسلام، وتوضيح أن محددات المعنى من الموضوعات والقضايا البينية التي تتقاطع فيها كثير من العلوم، وإبراز الصلة الوثيقة والعتيقة بين المفسرين واللغويين.
وقد وقع اختيار هذا الموضوع لمحاولة القراءة في التراث العربي، وإشارة إلى مواطن الإبداع عند علمائنا _ رحمهم الله _، سعيًا في طلب ميراث المفسرين واللغويين، واستكمالًا للجهود السابقة وتدوينًا لها.
ولما كان من الموضوعات المتجددة كانت مادته ثرة غنية، تناول العلماء كل طرف منها، سواء في ذلك المفسرون واللغويون، وقد أفادت الدراسة جدًا من جهود السابقين قديمهم وحديثهم، مفسريهم ولغوييهم، ليتصل جهد الأول بالآخر فلا تنفصم هذه العرى المتينة، إلا أني لم أقف على مصنف أفرد هذه المحددات بالدراسة على هذا النحو الذي يعرض آراء القدماء والمحدثين، ويربطها بشتى فنون المعارف الشرعية واللغوية. وتعددت المناهج المتبعة في هذه الدراسة نظرًا لطبيعتها الجامعة بين التنظير والتطبيق، فسلكت المنهج الوصفي، والاستقرائي، والتحليلي.
ومن أهم النتائج: أنه لم يخلُ عصر –منذ عصر الصحابة- من العناية بتحديد المعنى، وإن اختلفت توجهاتهم واصطلاحاتهم. وضرورة التكامل المعرفي بين المفسرين واللغويين في تحديد المعنى القرآني. وأن غالب هذه المحددات من الموضوعات والقضايا البينية التي تتقاطع فيها علوم القراءات والتجويد، والتفسير، والفقه، وعلم الأصوات، والدلالة، والنحو والصرف، والبلاغة والأدب والعروض، وقد اهتمَّ بها القدماء والمحدثون.