Abstract:
هدفت هذه الدراسة الى تبيين الفروق الاصطلاحية بين الخط العربى كفن له اصوله الفنيه و عناصره الجمالية و بين الكتابة العربية فى تمثيلها المادي للغة. و هدفت ايضاً الى تحديد الحقبة التاريخية التى بدأ فيها تبلور الخط العربي جماليا. والى تتبع مسيرة تطور الخط العربى من منذ فجر الاسلام وحتى نهاية عصر الدولة العثمانية. كما هدفت الى التعرف على المصطلحات الملازمة لفن الخط العربى.
و يعتبر المجتمع العام للدراسة هو جميع الاعمال الخطيه المنتسبه للفترة التاريخية منذ فجر الاسلام وحتى نهاية عصر الدولة العثمانية. و اقتصر المجتمع الخاص على اعمال اشهر الخطاطين منذ عهد الدولة العباسية وحتى نهاية عهد الدولة العثمانية.
وقد توصلت الدراسة الى ان المعرفة العربية الاسلامية التاريخية فى وصف الفقه الجمالى للخط العربي وفى تسمية المصطلح الفنى للخط تحديداً، كانت قد تباينت فى تسمية هذه الكتابة الخطية الفنية تبايناً واضحاً، فتعددت بذلك الاسماء/ الالفاظ/ المصطلحات التى اطلقت عليها، ويمكن القول انه وبرغم الحداثة النسبية لمصطلح (فن الخط) الا ان هذا الاصطلاح صار المصطلح النهائى والمعاصر للمعرفة الفنية للخط العربي، من خلال الادراك المعرفى المميز للصورة الخطية الفنية المرتبطة باسس وقواعد التصميم الفنى والتشكيل. كما توصلت الدراسة الى ان التطور فى الفكر وعلم النقد الفنى ادى الى القدرة على التمييز بين المفهوم والمصطلح الجمالى للحرف العربى و بين الكتابة العربية بوصفها المظهر المادي للغة. حيث توصلت الدراسة الى ان مصطلح فن الخط العربى مفهوما ودلالةً صار يذهب الى صورة الخط المرسوم ذو البعد الجمالى. و فقا للاسس والقواعد الفنية الجمالية المتوارثة والمتطورة تاريخياً و الخاصة بفن الخط العربى. بينما صار مصطلح الكتابة العربية مرتبطاً بوصف الكتابة فى مظهرها وتطورها اللغوى المرتبط بفقه و قواعد اللغة العربية.
كما توصلت الدراسة الى ان للاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى عهد الدولة العباسية و الاهتمام الذى أولاه الخلفاء العباسيين للادباء والعلماء اثراً واضحاً وكبيراً فى تطور العلوم والفنون.
وقد أسفرت النتائج ايضاً من خلال الوصف و التحليل للنماذج الفنية (عينات الدراسة) الى ان
للخطاط ياقوت المستعصمى الاثر والرياده فى قيادة و وضع الملامح الفنية لفن الخط العربى.
كما اثبتت الدراسة انه و نتيجة للتوسع الذى حققته الدولة الاموية و للتطور الاجتماعى والحاجة الى الكتابة بوصفها الناقل والموثق للمراسيم والمكاتبات الرسمية ظهرت لاول مرة مهنة الخطاط الذى يتقاضى الاجر نظير عمله وتفرغه.