Abstract:
تعتبر الإعاقة من أهم المواضيع الإجتماعية والصحية في معظم بلدان العالم, نتيجة لزيادة أعداد المعوقين بالنسبة للسكان, وذلك لتنوع وتعقيد الحياة الحديثة والتطور العلمي والتكنولوجي, كما تسببت حوادث المرور بعدد كبير من الضحايا والجرحى حيث ما تزال حركة المرور تعتبر خطر على حياة الناس وهي بإزدياد مستمر إضافة إلى الحروب وغيرها من الأمراض التي تسبب إعاقات كثيرة وراثية أو مكتسبة مما نتج عن ذلك إزدياد عدد المعوقين.
المعوقون حركياً شريحة كبيرة من المجتمع حيث تكمن الأهمية الحقيقية للإنسان من خلال دوره الفعال في المجتمع وهو الأداة والغاية للتقدم والنهوض بمجتمعه لذا لابد من الإستفادة من هذه الشريحة في تنمية المجتمع من خلال تأهيل المعوق وتدريبه في بيئة مخصصة له تراعي إحتياجات المعوق حركياً الجسمية والنفسية والإجتماعية والعقلية. لأن فقدان هذه الشريحة يشكل خسارة فادحة بالنسبة للمجتمع, كما أن أي خلل في جسم الإنسان أو عضو من أعضاء جسمه يجعله إنسانا معوقاً وعاجزاً عن العمل مما يجعل عطائه يقل أو ينعدم ويعتبر مشكلة خطيرة له, وعالة على المجتمع.
طبقا للإحصاءات العالمية تصل نسبة الإعاقة في العالم حوالي (10%)(طارق وربيع 2008) من تعداد سكان هذه المعمورة, ونسبة الإعاقة الحركية حوالي(5%)(حابس العواملة 2003), حيث تقل في الدول الصناعية وتزيد في الدول النامية، ولذلك لابد من ضرورة إهتمام الدول والبلدان التي تسعى إلى النمو والتطور الإقتصادي والصناعي بمشاكل المعوقين بهدف التغلب على الحواجز التي تمنعهم وتقلل من قدراتهم في الإعتماد على أنفسهم. ولقد أصبحت من أهم أهداف خدمة المجتمع البحث عن الوسائل الكفيلة لتأهيل الأشخاص المعوقين لدمجهم في المجتمع.
إن نقص الخدمات والبرامج الخاصة بالمعوقين وفق درجات إعاقتهم المختلفة وبإختلاف أعمارهم تمنعهم من المشاركة الفعالة في الأنشطة المجتمعية المختلفة, التي تحتاج إلى االحركة والإنتقال، ولذلك كان لابد أن يتم تفعيل هذه الشريحة المجتمعية وإشتراكهم بجميع فئاتهم في خدمة المجتمع والمساهمة بشكل فعال في ميادينه العلمية والعملية، وفي النشاطات الدينية والإجتماعية والثقافية وغيرها من النشاطات الأخرى تحقيقاً للإتجاهات الحالية لرعاية المعوقين.
حيث بدأ إهتمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بحقوق المعوقين منذ عام 1975 ويعتبر ميثاق عام 1981 نتيجة لإجتماعات المؤتمر الدولي الذي عقد في كندا عام 1980(حابس العواملة 2003), ومن توصياته تشجيع الدراسات والأبحاث بحركة المعوقين وتحديث الأنظمة المعمارية والعمرانية.
لذلك لابد من وجود أسس نظرية ومعايير للتصميم المعماري لمراكز تأهيل المعوقين حركياً, ومراعاة تطبيقها مع حوجة المعوقين بمختلف ميولهم ورغباتهم لتحقيق بيئة مثالية ملائمة لمثل هذه الفئة من المجتمع, والعمل على توفير كافة الإمكانات للمعوق حركياً من خلال توفر الأسس والمعايير الفنية التصميمية التي تمكنه من الإستمتاع بحياته وتؤهله لمواجهة الحياة وتعمل على تنمية قدراته الجسمية والنفسية والإجتماعية والعقلية.