Abstract:
تدور هذه الدراسة حول أحد أهم أوجه الإدارة الحديثة التي برزت بقوة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وهي إدارة عمليات التفاوض، وأصبحت علماً مهماً في عالم اليوم لها استراتيجيات ومبادئ وقواعد، وتضاعفت أهميتها وازدادت في البيئة الدولية.
نبعت أهمية الدراسة من الحاجة إلى سد الفجوة في الدراسات النظرية في علم التفاوض ومكوناته ، وبالإضافة إلي دور استراتيجيات التفاوض مع المنظمات الدولية على تمويل المشروعات، والحاجة إلي توفير مجموعة قواعد لصنّاع القرار لاتباعها في العمليات التفاوضية لدفع عجلة التنمية بالبلاد.
وهدفت الدراسة إلى التعرف على ماهية استراتيجيات التفاوض، ومفاهيمه وتكتيكاته، وتبيان طبيعة التفاوض المتبع بين حكومة السودان ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية بجدة، وتقييم العمليات التفاوضية التي تمت ونتائجها.
واتبعت الدراسة المنهج الوصفي ، والمنهج الإحصائي باستخدام الاستبانة كأداة رئيسة للحصول على البيانات والمعلومات اللازمة ثم تحليلها واختبار فرضياتها، لمعرفة أثر استراتيجيات التفاوض على تمويل المشروعات التنموية بالسودان من مجموعة البنك الإسلامي للتنمية. وتم إثبات صحة الفرضيات التي وردت في الدراسة.
ثم خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج منها أنّ استراتيجيات التفاوض هي التي أفضت إلى قيام مشروعات تنموية، وأن هنالك علاقة ترابطية بين كفاءة التفاوض وحجم الاستثمارات من جهة أخرى. كما كشفت عن أوجه القصور التي لازمت عملية التفاوض مع البنك الإسلامي للتنمية بجدة في عدد من الجوانب منها اتباع استراتيجيات قصيرة المدى، ولم تعتمد المشروعات على دراسات جدوى كافية ، ولم تركز على مشروعات التنمية الصناعية والزراعية والقطاع الخاص.
وقدمت الدراسة العديد من التوصيات المتمثلة في ضرورة اهتمام الدولة والمجتمع بالتفاوض وقيام جهاز حكومي أعلى للتفاوض من الوزارات السيادية والجهات المعنية بالإضافة إلى قيام معهد لتأهيل وتدريب المفاوضين السودانيين، وتجنب الإجراءات البيروقراطية واستخدام الأساليب الحديثة وتبنى استراتيجيات بعيدة المدى مع البنك، وإدخال قطاعات جديدة.