Abstract:
تناول البَحْثُ التَيَّارات النَّقْدية المَشْرِقية ، وأثَرها في تكوين اتجاهات نقدية بالأنْدَلُس، وتظهر مشكلة البحث في السعي إلى تحديد أثر هذه التيارات في تطوين اتجاهات نقدية أندلسية مستقلة عن المشرق ، وتتمثل أهميته في معرفة الاتجاهات النَّقْدية التي نشأت في الأنْدَلُس وعلاقتها بالمَشْرِق والوقوف على مدى الأثر المشرقي في تكوين هذه الاتجاهات النَّقْدية لمعرفة أصالة الأدب الأنْدَلُسي واستقلاله عن المَشْرِق أو تبعيته له ، ويهدف البحث في مجمله إلى الوصول إلى بيان أصالة الأدب الأنْدَلُسي شعراً ونقداً في الجانب الفني مع تبعيته للمشرق في الإطار العام مع وجود علاقات قوية بينهما، واتخذت التَيَّارات والاتجاهات النَّقْدية بين المشرق والأندلس مجالاً لتوضيح التأثير والتاثر ، واتخذتُ شعر الطبيعة مجالاً للتطبيق في حدود إقليم الأنْدَلُس في الفترة ما بين القرنين الثاني والخامس الهجري .
ولتحقيق أهداف البحث أتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي بجمع الملاحظات النَّقْدِية ومناقشتها على ضوء المباديء والمقاييس النَّقْدِية المَشْرِقية لإصدار الأحكام والدلالة على أوجه الشبه أو المفارقة ، قسمتُ على إِثره البحث إلى خمسة فصول لكلَّ فصل عدد من المباحث .
وتوصلت إلى النتائج الآتية :
إِنَّ الذوق الأدبي الأنْدَلُسي تكون نتيجة لعدة عوامل ومؤثرات ، محلية ومشرقية منها أثر حكام الأنْدَلُس من إمراء وخلفاء وعلماء اللغة والمودبين، ثم أثر الوافدين من المشرق كأبي علي القالي وأبي تمام والمتنبي وأبي علاء المعري .
إِنَّ الاتجاهات الأدبية (الشعرية والنَّقْدية) الأنْدَلُسية وفدت من المشرق ضمن المؤثرات المَشْرِقية على الأدب الأنْدَلُسي.
3- إِنَّ الحركة النَّقْدية واتجاهاتها وتياراتها في الأنْدَلُس بدأت متاخرة عن المَشْرِق لعدم استقرار الأنْدَلُس سياسياً في المرحلة الأولى وكان مسجد قرطبة نقطة الانطلاق للنَّقْد الأنْدَلُسي.
إِنَّ الأدب الأنْدَلُسي مستقل عن المشرق في تكوينه الفني ، وتربطه بالمشرق وشائج متينة وأنَّ مذاهبه واتجاهاته النَّقْدية تأثر كثيراً بالمذاهب والاتجاهات النَّقْدية المَشْرِقية.