Abstract:
هدف البحث الدخول في عالم السرديات، وبالأخص عالم الرواية، وبالتحديد عالم الروائي إبراهيم إسحق، وذلك بدراسة وتحليل رواية "مهرجان المدرسة القديمة" والتي إنتهت بتحديد العناصر الروائية وإستخراج العناصر الدرامية، ومن ثم مسرحتها, أي تحويل النص الروائي إلى نص مسرحي كتصور لعرض مسرحي. وهذا التطبيق تم بناءً على ما توصلت إليه الدراسة النظرية وهي: وجود علاقة وثيقة بين الرواية والدراما؛ إذ تمثل الرواية الإبنة الشرعية للملحمة، فبالتالي عناصر الرواية هي عناصر ملحمية ولكن عبر تقنيات تخص فن الرواية، وأن الدراما ولدت أيضاً من رحم الملحمة، وأخذت منها ثلاثة عناصر: السرد والوصف والراوي, ولكن بوجهة نظر درامية. بالإضافة إلى العناصر المشتركة بينهما: الحبكة والشخصية واللغة والفكرة. وهذا تأكيد على أن الرواية والدراما نشأتا من جذر واحد هو الملحمة، مما جعل مسرحة الرواية أمراً ممكناً.
إتخذ الدارس المنهج الوثائقي/التاريخي والمنهج الوصفي ومنهج تحليل المضمون منهجاً للدراسة.
الفصل الأول: بعنوان المقدمة: تضمنت مدخل, ثم خطة البحث.
الفصل الثاني: بعنوان الدراما: وإحتوى على ثلاثة مباحث.
المبحث الأول: بعنوان: الأنواع الأدبية وجذور الدراما. بدأ الدارس بمدخل عن علاقة الدراما بالرواية.
ثم تطرق إلى مفهوم الأنواع الأدبية، وإنتهى إلى: إنها صيغ فنية عامة لها خصائصها وقوانينها الخاصة، ويندرج تحتها أشكال من التعبير مثل: الرواية، الشعر الغنائي، الدراما، القصة القصيرة كما أن للأنواع الأدبية عدد من النظريات. أما عن جذور الدراما فإنها ترجع إلى الشعر الملحمي والغنائي.
المبحث الثاني: بعنوان: عناصر الدراما: والتي تتمثل في: الحبكة, الشخصية, الفكرة, اللغة, الغناء/الموسيقى, وأخيراً المنظر المسرحي.
المبحث الثالث: بعنوان: عناصر درامية روائية: وهي السرد والجوقة والإرشادات المسرحية, فهي عناصر تدخل في بناء العمل الروائي والدرامي مع إختلاف إسميّ العنصرين الثاني والثالث في الرواية
الفصل الثالث: بعنوان فن القصً إحتوى على أربعة مباحث. المبحث الأول : بعنوان القصة : بدأ الدارس بمدخل عن أهمية القصة في حياة الإنسان، إذ لا توجد أمة بلا قصة؛ لأن الإنسان جُبل على القصً. ثم تطرق إلى كلمة قصة, إذ تداخلت مع الأنواع الأدبية، هناك من عدها نوعاً أدبياً قائم بذاته، وآخر جعلها عنصر من العناصر تدخل في تركيب العمل، وثالث قال أنها لفظ يطلق على جميع أنواع السرد. وأخيراّ, إختلفت الأراء حول تحديد الأنواع القصصية.
المبحث الثاني: بعنوان: الرواية: هناك أراء متباينة حول أصل الرواية, مثلا: يرى "هيغل" أنها تطورت من الملحمة, ويستند في ذلك على نظرية "تطور العقل البشري". أما "جورج لوكاش" إتفق مع "هيغل" في أن الرواية تطورت من الملحمة, ولكن على يد الطبقة البورجوازية. أما "نور ثروب فراي" يرى أنه ليس هناك حدود فاصلة بين الأنواع الأدبية, وإتخذ من الدارونية في نظرتها للأنواع الحيّة منهجاً لتفسير رؤيته. وأخيراً لم تأخذ الرواية الحديثة شكلها الحالي إلا بعد رحلة طويلة.
المبحث الثالث: بعنوان: تقنيات السرد الروائي. وتتمثل في:
1/المنظور الروائي: هو الموقف (الرؤية الخاصة) الذي يتخذه مقدم المادة القصصية (الراوي).
2/الراوي: هو أداة، عنصر من عناصر بنية العمل يأخذ على عاتقه مهمة تقديم المادة القصصية.
3/الشخصية: إهتم كُتاب الرواية التقلدية إهتماماً شديدا برسم شخصياتهم من أجل جذب القراء لذا قدموا شخصيات جاهزة حتى يسهُل فهمها, ولكن مع الرواية الحديثة تغير مفهوم الشخصية.
4/الوصف: هو رسم صورة مادية أو ذهنية للأشياء والأماكن والشخوص سوى كانت حقيقية أو مادية.
المبحث الرابع: بعنوان: الزمان والمكان: شكلا حضورا أساسياً في الأنواع الأدبية، إذ لا يمكن عزلهما. فالزمن الروائي ليس الطبيعي فقط, وإنما هو زمن نفسي, يرتبط بوعي الشخصية أكثر من إرتباطه بالزمن المادي. وكذلك المكان, لا يتوقف على حدوده الجغرافية, بل له أبعاد نفسية وإجتماعية.
الفصل الرابع: بعنوان الروائي إبراهيم إسحق إحتوى على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: البيئة والإنسان. بدأ الدارس بمدخل للتعريف بإقليم دارفور: أرضه ومناخه والمجموعات السكانية القديمة والوافدة. كل ما جاء في هذا المبحث هو مقدمة للتعريف بإبراهيم إسحق وعالمه الروائي؛ إذ تمثل دارفور محور كتاباته، تحدث عن إنسانها الذي تمتد جذوره إلى آلاف السنين.
المبحث الثاني : بعنوان: حياة المؤلف: الميلاد، المراحل الدراسية، الوظائف التي تقلدها، مساهماته في
المشهد الثقافي، الجوائز، مؤلفاته, الموكونات الثقافية التي ساهمت في تشكيل رؤيته الإبداعية.
المبحث الثالث: عن تقنيات الكتابة عند إبراهيم إسحق: إستعصى على القراء فك شفرات عالم إبراهيم إسحق الروائي, ولفكها كان لابد من تحديد: 1/مفهوم العالم الروائي 2/عناصر البناء الروائي. الفصل الخامس: من أجل إثبات الفروض والتوصل إلى نتائج، تناول الدارس بالدراسة والتحليل رواية "مهرجان المدرسة القديمة" وبعد التطبيق، توصل إلى نص مسرحي يحمل عنوان "المهرجان" وبذلك تحققت صحة الفرض وهي أن الرواية تتضمن عناصر درامية مما سهل عملية مسرحتها.
أخيراً ختم البحث بالخاتمة والنتائج والتوصيات وقائمة المصادر والمراجع.