Abstract:
يتمحور هذا البحث حول تحويل المسكن السوداني بولاية الخرطوم لمسكن أخضر عبر العملية التصميمية، حيث تمثل نسبة الأرض المخصصة للإستخدام السكني بولاية الخرطوم 80% من إجمالي الأراضي المخصصة لإستخدامات المباني المختلفة الأخرى، وبتقليل التدهور البيئي الناتج عن القطاع السكني نكون قد أسهمنا في حل المشكلة البيئية الناتجة عن أكبر القطاعات تلويثا للبيئة.
ويهدف البحث الى إثبات ان المخططات السكنية والتصاميم المعمارية للبيت السوداني غير ملائمة بيئياً. والتوصل لإقتراحات ملائمة لتحقيق التوازن بين احتياجات الإنسان من جهة والحفاظ على الموارد الطبيعية من جهة اخرى للتقليل من نسب التلوث البيئي. ووضع إعتبارات تصميمية مناخية تساعد على إقامة سكن ملائم للانسان في المنطقة الحارة الجافة بولاية الخرطوم.
وفرضيات البحث هي ان البيت السوداني أصبح يعاني من ظاهرة المباني المريضة (Sick Building) بسبب إرتفاع معدل إستهلاك الطاقة لمعادلة مشاكل البيئة الداخلية من إرتفاع درجات الحرارة وعدم توفر الإضاءة الطبيعية و التلوث السمعي الناتج من الضجيج الخارجي. بالإضافة لعدم ملائمة النمط التخطيطي والتصميمي الموجود حاليا لمناخ وبيئة ولاية الخرطوم.
وتعتمد منهجية البحث على بيانات أولية مستخلصة من مقابلات مع أحد المختصين في مجال المباني الخضراء بالسودان. وكذلك تحليل عينات مختلفة مأخوذة من مخططات وتصاميم سكنية تمثل المدن الثلاث بولاية الخرطوم. وتم ايضاً إستخدام بيانات ثانوية مأخوذة من الدراسات والبحوث السابقة والتقارير الرسمية وبعض المجلات والدوريات المتخصصة. وتم تحليل البيانات وصفياً بمقارنتها بالمعايير الدولية المثبتة علمياً.
ومن أهم النتائج على مستوى تخطيط القطاع السكني إستخدام النسيج المتضام (البناء الأفقي الموجه للداخل) وعمل الميادين والمسطحات الخضراء، وعلى مستوى التصميم لابد من عمل الفناء الداخلي بصورة أساسية بالإضافة للملاقف الهوائية وترطيب الهواء الداخلي عن طريق النوافير والحدائق الداخلية وإستخدام مواد بناء محلية صديقة للبيئة ، وأخيرا يوصي البحث أن تكون العمارة الخضراء أحد التخصصات العلمية بكليات الهندسة والعمارة بالجامعات السودانية وتكون وزارة التخطيط العمراني مسئولة عن تطبيق المبادئ التصميمية في شكل لوائح وقوانين ، وتكوين مجلس سوداني للبناء الأخضر لوضع المعايير البيئية الأخرى للبناء الأخضر بالسودان وتقييم المباني بيئيا.