Abstract:
تناولت الدراسة موضوع مسرح المشاركة ودوره في إحداث عمليات التغيير الاجتماعي بالاستناد إلى تطور مفاهيم وقضايا المشاركة بالمسرح ضمن تطور الدراما والمسرح في تجارب مسرح ما بعد الدراما ومسرح ما بعد الحداثة، والتي تتم تحت شروط غير أرسطية، أي أنها شكلت انفصالاً عن النسق الأرسطي واتصالاً بنظريات وتجارب مغايرة مثل نظرية برشت في المسرح الملحمي وتجارب مسرح المقهورين.
وقد شكلت هذه الموضوعات تحولات واتجاهات جديدة في المسرح بفعل ظروف محددة دعت إلى البحث عن فاعلية توظيف المسرح في القضايا الاجتماعية والتنموية المفصلية الملحة من خلال أشكال وصيغ تشاركيه.
وهو ما قاد إلى ضرورة البحث في كيفيات ومطلوبات التغيير الاجتماعي باعتباره مرادف لمفهوم التنمية بمعناها الشامل وإجلاءه وبلورته، وكذلك التحقق من مستويات وأدوات ذلك التغيير الذي يصبح تحولاً في الاتجاهات المجتمعية والمسرحية في الوقت ذاته.
وقد وظفت منهج البحث التكاملي الذي شمل منهج تحليل المضمون والمنهج التاريخي إلى جانب نموذج المقابلة لإكمال النقص في المصادر التطبيقية.
إلى جانب القيام باستقصاء انتقائي لتجارب مسرح المشاركة أو ما اسميه بـتجارب الاتصال المسرحي بالمشاركة في السودان ومدى تطابقها والمفاهيم والتعريفات والتجارب العالمية وبالتالي تحديد موقف المسرح في السودان من تجارب ومناهج مسرح المشاركة وتطبيقاتها.
مما يُعدً كشفاً وتصعيداً للأدوات الجديدة التي يمكن أن يؤديها مسرح المشاركة في عمليات التغيير الاجتماعي من ناحية تسريع المعدلات والمدى الزمني للعملية التنموية بابتكار أدوات وطرق جديدة نتطلع للوصول إليها، وقد تمثلت أهم النتائج في أن مسرح المشاركة هو منهج عمل مسرحي اجتماعي تغييري متكامل، في معالجة المشكلات الاجتماعية، وبشكل مبتكر وفعال وواضح النتائج، وذلك من خلال أدواته وإجراءاته وكيفية ارتباط ذلك النوع من المسرح بالأنساق الاجتماعية.