Abstract:
تزداد مشكلة الأمن في المدن الكبيرة، نظراً لاتساع أحيائها السكنية، وزيادة كثافتها السكانية، فضلاً عن اتساع نشاطها الاقتصادي بما يصحبه عادة من ضعف في العلاقات والمفاهيم الاجتماعية التقليدية. وقد اتسع النطاق العمراني لمدينة الخرطوم خلال العقدين الماضيين، وانتشرت معه المناطق السكنية المعاصرة التي تم تصميم وتخطيط غالبية أحيائها بطرق تختلف عن النمط التقليدي. وتوجد العديد من الطرق العقابية والعلاجية والوقائية للحد من الجريمة وإشاعة الأمن في المناطق العمرانية ، كما يلعب أسلوب تخطيط وتصميم البيئة السكنية وطريقة تشكيلها دوراً هاماً وفعالاً للغاية في تقوية العلاقات الاجتماعية بين السكان، وإحساسهم بالأمن ومشاركتهم الفعالة في إيجاده، وفي تقليص الفرص المتاحة للجريمة، والرفع بالتالي من مستوى الأمن في الأحياء السكنية. وفى هذه الدراسة تمت مناقشة جوانب التخطيط والتصميم الحضري و العمراني المؤثرة في الرفع من مستوى الأمن بالأحياء السكنية، وإبراز أهم المعايير التصميمية المساهمة في تحسين بيئة الأحياء السكنية من خلال خفض فرص الجريمة بها، وتقويم مدى تطبيق هذه المعايير في عدد من الأحياء السكنية المعاصرة بمدينة الخرطوم وتحديد جوانب القصور فيها. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن الكثير من المعايير التصميمية التي تساهم في الحد من الجريمة قد تم إهمال تطبيقها في غالبية الأحياء السكنية المعاصرة في مدينة الخرطوم. كما ظهر أنه يمكن بتطبيق بعض من هذه المعايير ، ينتج عنه تحسن ملحوظ في تحقق العوامل التي تساهم في الحد من الجريمة في المناطق السكنية.
وفي هذا مؤشر واضح إلى إمكانية القيام بإجراء الكثير من التعديلات الإيجابية على القائم من الأحياء السكنية المعاصرة.