Abstract:
بعد أن توسع الإنسان فى استخدام الطاقة والوقود الإحفوري ، والبيئة تتلوث وتتدهور وثقب الأوزون آخذا فى التوسع يوما بعد يوم ، ومشاكل تلوث البيئية والطبيعة آخذة فى الازدياد والتطرف مع مرور الأيام والسنين .. فشعر العالم بخطورة الموقف بعد أن أوشك الأمر أن يصل إلى نقطة اللا عودة ، فتتالت المؤتمرات والقمم لكبح جماح هذا التلوث البيئي والخراب الكوني والدمار الاقتصادي ، فكان مؤتمر "كيوتو" باليابان و"ريودي جانيرو" بالبرازيل ، ثمً تلته قمتي "كوبنهاغن" بالدنمارك و"كانكون" بالمكسيك . وكان من أهمً توصيات هذه القمم والمؤتمرات : العمل على خفض الإنبعاثات من الغازات السامة والضارة إلى خمسين بالمئة خلال الخمسين عاما القادمة ، ومساعدة الدول الفقيرة على مواجهة آثار هذا التلوث البيئى الحاصل ، حماية الغابات الإستوائية من القطع والإستغلال الجائر ، وتبادل الخبرات ونتائج الأبحاث فيما يختص بتكنولوجيا الطاقة النظيفة بين دول العالم .
وكان من أهم الآثار الضارة لهذا التلوث البيئي بروز ظاهرة "ألإحتباس الحراري" أو"الدفيئة" والذي من أهمً نتائجه أن زاد العالم إحترارا ، وقلت نسب هطول الأمطار وزادت نسبة الأراضي المتصحرة ، وأصبحت المياه العذبة أكثر ندرة وسوف تزداد هذه الندرة فى المستقبل فى ظل الدمار البيئي ، مما ينذر بنشوب الخلافات والنزاعات ؛ بل والحروب بين الدول حول مصادر المياه العذبة ، فقل إنتاج الغذاء . ومما يزيد الأمر سوءا زحف الصحراء نحو الأراضي الخصبة المنتجة وجعلها خارج دائرة الإنتاج ، مما يؤدي إلى تراجع نسب الإنتاج الزراعي بشقيه : النباتي والحيواني ، مما يؤدي إلى قلة إنتاج الغذاء وارتفاع أسعاره على المستوى العالمي ، وظهور المجاعات فى بعض مناطق العالم الفقيرة فى قارتي آسيا وإفريقيا .. ومما زاد الأمر سوءا تزامن ذلك مع ظهور المشكلة المالية العالمية التي عصفت باقتصادات الكثير من الدول . والقادم سيكون أسوأ من الحاضر إذا لم يتم تدارك الأمر ومعالجته ، خاصة أن سكان العالم فى تزايد كبير وسريع بينما الموارد فى حالة تناقص وانكماش .
إنً من أهم نتائج هذا "الإحتباس الحراري"على المجتمعات الرعوية هو أن قلل من مساحات المراعي الطبيعية بعد أن تصحرت وقلت مياهها الوفيرة ، مما أدى إلى ظهور الاحتكاكات والصراعات بين الرعاة الرحل والمزارعين على الأراضي الخصبة ومصادر المياه العذبة ، وتطورت هذه الاحتكاكات والصراعات إلى أن أصبحت صراعات ونزاعات "دموية مسلحة" فى بعض مناطق العالم .. ومشكلة إقليم دارفور فى السودان خير دليل على ذلك ، فتعرضت البلاد إلى مشاكل داخلية وتدخلات خارجية ، فزاد الإقليم فقرا والسودان شقاءا .