Abstract:
إن مظاهر الزمن النفسي المذكورة سابقا ، تختلف عن الزمن الإلهي المبارك ، وعن الزمن الافتراضي ؛ إذ أن علاقته كاملة مع الإحساس والشعور النفسي ، والمجالات الذاتية ،بعيدا عن المقاييس والأحداث الكونية . وقد اكتفيت في هذا المبحث بذكر الألفاظ التي دلت على الحالة النفسية والشعورية للإنسان الكافر مع إشارة بسيطة لما يقابله ، وهي الحالة النفسية للمؤمن . وهذا لا يعني أن القرآن اقتصر على ذلك ، فقد أشار القرآن الكريم إلى هذا النوع من الزمن، ضمن إشارته إلى حالات نفسية فردية ، أو جماعية ، من الفرح والسرور، والهم والحزن أو الخوف والفزع ، وكلها لا يقاس فيها الزمن العادي ؛ إذ أن الزمن الوجداني هذا قد يتقلص حتى كأنه برهة في لحظات الأنس والسرور، وقد يطول حتى كأنه دهر في لحظات الخوف والانتظار، ونجد مثلا على ذلك في قوله تعالى : ـ تعبيرا عن السعادة بيوم فتح مكة ـ ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ النصر: ١ - ٣
وقوله تعالى : ـ لوصف ساعات الهزيمة ـ ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ الأحزاب: ١٠
فلحظات الحزن والخوف تمر وكأنها دهر طويل ، ولحظات السعادة تمرّ كلمح البصر .