Abstract:
دخل السودان القرن الحادي و العشرين متورطاً في العديد من الحروب الأهلية و ليس حربــــــاً
واحدة فقط . إن ما شوهد في الثمانينيات من القرن الماضي كحرب بين الشمـــال و الجنوب ، و
بين المسلمين ضد المسيحيين ، و العرب ضد الأفارقة ، بعد ما يقارب الــــــــعقدين من الأعمال
القتالية قد كسر حدود أي نزاع بين الشمال و الجنوب . و انتشر القتال في مسـارح خارج جنوب
الســـودان و خارج حدود السودان . ليس فقط أن المسلمين يقاتلون المسلمين بل الأفارقة يقاتلون
الأفارقة . ان الحرب التي وصفت بأنها تقوم حول المواد الشحيـــــــــــحة ؛ أصبحت الآن تطمح
للسيطرة الكاملة على احتياطات النفـط الوفيرة . حقيقة أن الحرب الأهلية الشاملة التي تتألف من
هذه الصراعات المتشابكة استمرت لفترة طـويلة ، من أجل ابتكار التشكيلات السياسية الدولية و
الإقليمية التي بدت في وقت واحد لتوجيهها و تحديدها ، هي شــــــهادة على استعصاء الاسباب
الكامنة وراء الصراع . و هنالك الآن العديد من الاعلانات الصادرة عن مختـــلف الأطراف بأن
السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال معالجــــــة الاسباب الجذرية للحرب ، و لكن لا يوجد حتى
الآن توافق عام في الآراء بشأن الأسباب الجذرية هذه .