جماليات الزخرفة الإسلامية في الأماكن الدينية بالسودان

Abstract

هذه الدراسة تبين أهمية دور الزخرفة الإسلامية في الأماكن الدينية فى السودان مما يعطيها قيماً جمالية واضحة. وساهمت في معرفة تاريخ الزخرفة ومراحل تطورها من العصور القديمة الى عصرنا هذا. ويعتبر المجال العام للدراسة هو توضيح أسس وقواعد الزخرفة الإسلامية وإظهار جمالياتها الفنية التي تحلى بها المساجد والأماكن الدينية في السودان وعلى وجه الخصوص الخرطوم ، وتتمثل مشكلة الدراسة فى إنخفاض نسبة الزخارف الإسلامية في الأماكن الدينية بالسودان ، وإنحصارها في مساجد محدوده. إنتهجت الدارسة المنهج الوصفي التحليلي لأنها أقرب مناهج البحث العلمي لطبيعة الدراسة وقامت الدارسة بعمل تطبيقي يوضح مارميت اليه من خلال هذه الدراسة. والزخرفة الإسلامية هي علم من علوم الفنون التى تبحث في فلسفة التجريد والنسب والتناسب والتكوين والفراغ والكتلة واللون والخط ، وهي إما وحدات هندسية أو وحدات طبيعية تحورت إلى أشكالها التجريدية ، وتركت المجال لخيال الفنان وإحساسة وإبداعة حتي وضعت لها القواعد والأصول. وقواعد الزخرفة ، هي الطريق الذي بواسطتة وبإتباعة يمكن وضع رسومات وتصميمات وموضوعات زخرفية وطبيعية وهندسية مأخوذة أو مقتبسة من الطبيعة علي أسس سليمة من الناحية الفنية والعلمية. وقبل البدء في عمل أي تصميم ما يجب علي المصمم أن يعرف ويضع أمامه دائماً الخامة المستعملة والغرض من إستعمالها والشكل النهائي لها ، لذا فإن من أهم قوانين وقواعد الزخرفة : إنشاء الزخرفة ، وتكوينها من الطبيعة ، وهذه القوانين لا حصر لها. اتخذت الزخرفة الإسلامية خصائص مميِّزة كان لها عظيم الأَثَرِ في إبراز المظهر الحضاري لنهضة المسلمين، وازدهرت بدرجة عالية، سواءٌ من حيث تصميمها وإخراجها أو من حيث موضوعاتها وأساليبها، واستخدم التقنيون المسلمون خطوطًا زخرفية رائعةَ المظهر والتكوين، وجعلوا من المجموعات الزخرفيَّة نماذج انطلق فيها خيالهم إلى اللانهاية والتكرار والتجدُّد والتناوب والتشابك، وابتكروا المضلَّعَات النجمية وأشكال التوريق، وأشكال التوشح العربي الذي أطلق عليه الأوربيون (الأرابيسك Arabesque). وتعد العناصر " النباتية " وكذلك العناصر " الهندسية " مقومات أساسية في بناء هذا الفن تتعاون مع بعضها تارة ، وتنفرد كل منهما على حدة وعلى هذا ، فهناك نوعان من الزخرفة : نباتية وهندسية . تأثرت الفنون الإسلامية بفنون الحضارات السابقة عليها ولما كانت عليه آسيا الغربية مهد الفنون و التي شهدت إزدهار أكثر الحضارات اهمية ، فقد جني من تراثها الكثير ، ولكنه إختار من ذلك التراث ماشاء واحتفظ ببعض من العناصر ثم اعطي هذه العناصر طابعه الخاص ويكفي الفن الإسلامي انه نماء كل هذه السنوات. استفاد الفنان المسلم من كل ماوقع عليه نظره من عناصر سواء كانت نباتيه او ادميه لتحقيق اهدافه الزخرفيه ، او مانشده من جمال بديع وجناس فهو يكيف هذه العناصر وبعدها عن صورتها الطبيعيه للحد الذي يجعلنا في بعض الاحيان لا نستطيع ولا نستدل علي اصل هذه العناصر ومصادرها ، وهو لم يكتفي بهذا ولكنه استغل الكتابه العربيه ايضا بالنسق نفسه بل ركب هذه العناصر وزاوج بينهما في كثير من الموضوعات ، فهو يريد ان يحشد في عمله الفني كل مالديه من عناصر ووحدات ليخرج هذا العمل ايه من الرونق والبهاء والابداع .