Abstract:
الإهتمام بالبيئة التعليمية أمر ضروري جدا لأنها تساعد في خلق جو محفز لتعليم الطلاب ومشجع على تفوقهم و إبداعهم وتحسن أدائهم ، وبما أنه قيل " أن الإنسان إبن بيئته " فكان لابد من التركيز على هذه البيئة ومكوناتها والإهتمام بها وتوفير كافة المتطلبات اللازمة حتى يتمكن الطالب من الأداء بصورة مثلى، وبالتحديد طالب العمارة لأنه معماري المستقبل الذي ينتج كافة الأحيزه والفضاءات التي يعيش فيها الإنسان ويمارس فيها جميع أنشطته .
تكمن المشكلة البحثية في ملاحظة الباحثة من خلال أيام حياتها الدراسية كطالبة في قسم العمارة والتخطيط بجامعة أمدرمان الإسلامية، وكذلك خلال مزاولة مهنتها كمساعد تدريس في كلية العمارة أن البيئة التعليمية المعمارية المتمثلة في المرسم المعماري بها كثير من القصور المتمثل في الإضاءة، التهوية، شكل المرسم ومساحته، طريقة توزيع الأثاث، العلاقة بين الطلاب مع بعضهم ومع أساتذتهم وشعور الطالب بالراحة وحب البقاء داخل المرسم . كل هذه العوامل تؤثر على أداء الطالب وعلى قدرته على الإبداع وزيادة التحصيل العلمي .
تهدف الدراسة للتركيز على بيئة المراسم المعمارية بكليات العمارة لخلق بيئة مثالية متكاملة، لذلك قامت الباحثة برصد عدد من مشاكل المراسم في ثلاث كليات عمارة داخل ولاية الخرطوملمتمثلة في كل من كلية العمارة (جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا_ جامعة أمدرمان الإسلامية_جامعة العلوم والتقانة) لتحسين أدائها، ولمعرفة خصائص البيئة التعليمية المعمارية المتمثلة في المرسم المعماري وأثرها على اداء الطلاب، وتوفير بيئة تحفز طالب المعمارة على الإبداع والإبتكار .
إعتمدت الدراسة في منهجيتها على المنهج الوصفي التحليلي الذي ساعد على رصد تأثير البيئة التعليمية على المتعلمين، وذلك من خلال الإطلاع على الكتب والمراجع العربية والأجنبية ذات العلاقة بمجال الدراسة والدراسات السابقة التي تناولت قضايا البيئة التعليمية، وكذلك وصف وتحليل نماذج لمراسم عالمية وإقليمية، ومن ثم إستخلاص مقياس نموذجي لمعايير البيئة المثالية التي يمكن إتباعها، ومقارنة تلك المعايير التي تم استخلاصها من الدراسات السابقة مع الحالة الدراسية لمعرفة مناطق القوى والضعف .
توصلت الدراسة الى خلاصات من خلال مراحل البحث، وتوصيات لتحقيق اهداف البحث، وترجو الباحثة أن تؤخذ التوصيات بعين الإعتبار عند تصميم أحيزة المراسم المعمارية في المستقبل أو عند تحسين المراسم القائمة حاليا، ومواصلة البحث في تحسين بيئة المراسم.