Abstract:
تلعب الترجمة حلقة ربط هامة بين اللغات المختلفة وذلك بتحقيقها للتواصل الاجتماعي و الثقافي بين المجتمعات إذ انها تعكس كل ما صغر او كبر من اوجه إختلاف او تشابه في جوانب الثقافة المراد ترجمتها إلى اللغة الثانية مما يترك القارئ في حالة وعي و دراية تامة بما يقرأ فينعكس ذلك في تفاعله و تعامله مع الشعوب الأخرى على وجه من التفاهم و المدنية أكمل. و لذلك تعد كافة أنواع الترجمة جسرا لابد لنا من عبوره إن أردنا التواصل مع العالم اجمع إرتقاء بذواتنا و أمتنا فإن ترجمة كل ما هو قييم تعد السبيل الأنجع لبلوغ هذا المرام.
إخترت لإكمال رسالتي ان اترجم كتابا أدبيا حوت سطوره احداثا واقعية حدثت في أوائل عشرينيات القرن الماضي و أقتبس من مبتعث للدراسات و الإستشارات الأكاديمية قول: "تعد الترجمة الأدبية من أرقى و أصعب أنواع التراجم، و يأتي الرقي من طبيعة تلك النصوص فهي تنصب حول نقل تراث فنَي وثقافي من لغة إلى أخرى، أما بالنسبة للصعوبة فتتمثل في حاجة ذلك النوع إلى مبدع حقيقي يتسطيع أن يترجم المفردات و يصوغ الجمل و ينقل المشاعر والأحاسيس و في ذات الوقت يجعل القارئ يتعايش مع الترجمة مثلما يتعايش معها أصحاب اللغة الأصلية".
قتلة زهرة القمر هو عنوان الكتاب الذي انتقيت و هو مستوحا من قصة حقيقية جرت في مدينة اكلاهوما الأمريكية التي قطنها شعب الأوساج اكثر الشعوب ثراء في ذلك الحين و ذلك بعد إكتشاف البترول في أراضيهم فقفزوا حينها من درك الشقاء إلى أعلى درجات الترف و الثراء مخلفيين الكثير من امراض النفوس بقلوب غيرهم من البيض مما أدى إلى إستهدافهم و إراقة دمائهم واحدا تلو الأخر فدفع ذلك بثورة في الرأي العام و قام مكتب التحقيقات بصفوة من الضباط أهمهم توم وايت بتبني القضية و التحقيق في تلك الجرائم التي غلفها الغموض و تستر عنها الفساد فتبلورت بهؤلاء الصفوة ملامح لبدايات تأسيس المباحث الفيديرالية (FBI) في عشرينيات القرن التاسع عشر.
من الصعوبات التي واجهتني في هذا الكتاب تداخل الجمل ببعضها تقديما و تأخيرا و احتواء القصة على الكثير من النصوص المُقالة اضف أنه هنالك ثقل في لغة الكاتب المستخدمة نفسها إذ حوت الكثير من المفردات والجمل ذات الدلالات الثقافية و العرقية التي أفنيت في إيجاد مقابلها الملائم فإستطعت من خلال البحث الدوؤب و القواميس الجيدة و الإستعانة بالمشرف حل طلاسم ما استصعب من مفردات و إيجاد مقابل مناسب لكل منها.