Abstract:
برزت سياسة الخصخصة او عملية التحول من القطاع العام الى القطاع الخاص كاحدى الوسائل المعاصرة فى اطار اصلاح القطاع العام والهدف الرئيسى للخصخصة هوتخفيف الاعباء المالية للدولة، اضافة الى تحسين الكفاءة الاقتصادية من خلال الاعتماد الاكبر على القطاع الخاص فى عملية التنمية وقد تختلف ترتيب الاولويات بالنسبة لاهداف الخصخصة فقد تكون وسيلة للانتقال من اقتصاد مخطط مركزيا الى اقتصاد السوق وقد تكون الخصخصة وسيلة لتخفيض الديون الخارجية اولتوسيع قاعدة الملكية او لانسحاب الدولة من بعض النشاطات الاقتصادية ،ان الافتراض الرئيسى الذى تبنى عليه الخصخصة هو تحويل الملكية من القطاع العام الى القطاع الخاص والذى سيؤدى الى تحسن اداء المؤسسات العامة ورفع كفاءتها مما يعنى ان القطاع الخاص يتميز بكفاءة اكبر من القطاع العام ولكن الجدل والنقاش قائما فى الادبيات حول هذه الظاهرة والسودان كغيره من الدول سعى الى تجربة سياسة الخصخصة فى مؤسساته العامة ولكن تحتاج التجربة الى دراسة لمعرفة مقدار النجاح والمعوقات ونواحى القصور الذى صاحبت التطبيق وقد تناولت الدراسة سياسة الخصخصة التى طبقت فى السودان بصفة عامة ودراسة الشركة السودانية للاقطان بصفة خاصة بعد نقل ملكيتها من القطاع العام الى القطاع الخاص وقد هدفت الدراسة الى ابراز تأثير هذه السياسة على اداء شركة السودان للاقطان.
وقد حاولت الدراسة التعرض لسياسة الخصخصة وتطبيقها ومعرفة أثرها وذلك من خلال فصولها الخمسة والتى اشتمل الفصل الاول منها الاطار العام على التعريف بأهمية الخصخصة والفرضيات التى قامت عليها الدراسة وهى :-
1- هنالك علاقة بين الخصخصة وتقليل الاعباء المالية الملقاة على كأهل الدولة.
2- هنالك علاقة بين الخصخصة وكفاءة ومرونة اتخاذ القرارات الادارية.
3- هنالك علاقة بين الخصخصة وتشريد العمالة والكفاءات والخبرات.
4- هنالك علاقة بين الاتجاه نحو سوق حر يتيح المنافسة وجودة السلع والخدمات المقدمة.
5- توجد علاقة بين الخصخصة والكفاءة الاقتصادية للمشروعات.
وكذلك الدراسات والبحوث السابقة، وتم استخلاص الاطار النظرى (الفصل الثانى) من خلال مراجعة الادبيات المتعلقة بموضوع الدراسة وتناول الفصل الثانى ثلاث مباحث تناول المبحث الاول الخصخصة المعنى والمفهوم والدوافع الآثار والأهداف المبحث الثانى تناول الخصخصة من منظور (ادارى ، سياسى واقتصادى) وكذلك تناول طرق واساليب الخصخصة، تناول المبحث الثالث سياسة الخصخصة بين التأييد والمعارضة وكذلك تناول تجارب بعض الدول فى الخصخصة.
الفصل الثالث:تناول ملامح من تجربة الخصخصة فى السودان من خلال ثلاث مباحث حيث اشتمل المبحث الاول على المؤسسات العامة (التعريف واسباب الانشاء بصورة عامة) فى السودان النشأة والتطور واسباب الفشل ، المبحث الثانى تناول تطبيق سياسة الخصخصة فى مؤسسات القطاع العام ، خلفية تاريخية عن الخصخصة والتطبيق الفعلى لسياسة الخصخصة المبحث الثالث تناول المعوقات والتى واجهت تطبيق سياسة الخصخصة فى السودان.
الفصل الرابع دراسة الحالة ويتناول تطبيق سياسة الخصخصة فى الشركة السودانية للاقطان من خلال ثلاث مباحث حيث يتناول المبحث الاول اداء الشركة قبل الخصخصة والمبحث الثانى تناول اداء شركة السودان للاقطان بعد الخصخصة والمبحث الثالث تقييم عام لشركة السودان للاقطان.
الفصل الخامس تناول بالتحليل الاحصائى والمقارن اداء شركة السودان قبل وبعد الخصخصة وذلك من خلال عرض وتحليل ومعالجة ومناقشة البيانات من خلال ثلاث مباحث المبحث الاول مجتمع البحث ، عرض وتحليل بيانات الدراسة المبحث الثانى مناقشة الاسئلة واختبار فرضيات الدراسة المبحث الثالث تناول النتائج والتوصيات وقد خرجت الدراسة بنتائج منها:
1-رفع كفاءة المؤسسات العامة الخاسرة
2-كذلك هناك نجاحا واضح لسياسة الخصخصة فى القطاع المتنوع حيث حققت الشركة السودانية للاقطان نجاحا كبيرا واستطاعت رفع كفاءة الاداء بها.
نواحى القصور:
1- تفتقر التجربة لرؤية متكاملة وواضحة المعالم والاهداف وينقصها بيئة تشريعية.
2- كثير من الشروط اللازمة لنجاح سياسة الخصخصة اما غائبة تماما او موجودة بدرجة اقل من المطلوب.
3- يجب ان تتم خصخصة المشروعات الكبيرة مرحليا ويجب ان لا يتم التصرف فيها فى آن واحد لان ذلك يقلل من قيمتها ويؤثر فيها لذلك يجب ان تتم عملية عرضها مرحليا ووفقا للطاقة الاستعابية للسوق وان تبدأ بالمؤسسات الصغيرة لان تحقيق النجاح فى البدأية يساعد على زيادة الثقة بالنسبة للجمهور.
4- التسرع فى التنفيذ وعدم الدراسة الوافية للمرافق التى تم خصخصتها.
5- لعل من أهم نواحى القصور التى صاحبت تجربة الخصخصة فى السودان الظروف غير الموائية التى تم التطبيق فيها سواء على الصعيد الاقتصادى او السياسى فتدهور البينة الاستثمارية والصفة التقليدية للقطاع الخاص ومحدودية قدراته بجانب عدم وجود سوق مالية فعالة كانت من اكبر المؤشرات السلبية للتجربة.
6- بالرغم من الحقيقة (2) اعلاه الا ان تجربة الخصخصة فى شركة السودان للاقطان تعتبر تجربة ناجحة حسب اداء الشركة، لقد زادت فعالية الشركة وكفاءتها.
7- واخيرا خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات :
التوصيات:
1- الاعلام المكثف والموجه للشعب والمستثمرين والعاملين بسياسة الخصخصة وأهدافها واستراتيجاتها المستقبلية والفائدة المرجوة منها حاليا ومستقبلآ.
2- لابد من توفر المناخ الملائم لتوليد المنافسة ووجود القطاع الخاص المبادر الذى يستطيع المخاطرة والمساهمة فى المشروعات التى تحتاج لذلك.
3- يجب ان تتم خصخصة المشروعات الكبيرة مرحليا ويجب ان لا يتم التصرف فيها فى آن واحد لان ذلك يقلل من قيمتها ويؤثر فيها لذلك يجب ان تتم عملية عرضها مرحليا ووفقا للطاقة الاستعابية للسوق وان تبدأ بالمؤسسات الصغيرة لان تحقيق النجاح فى البداية يساعد على زيادة الثقة بالنسبة للجمهور.
4- لابد من الاعلان والاخباربالمؤسسات الناجحة والتى تم فيها تطبيق سياسة الخصخصة لكى تكون نموذج لبقية الشركات.
5- يجب ان تطبق الحكومة قاعدة السهم الذهبى وهو عبارة عن سهم تحتفظ به الحكومة فى المشروع المحول للقطاع الخاص ويكون عين الدولة ويمكن لها من خلاله حضور كل الجمعيات العمومية وحق الاعتراض على بعض القرارات الخطيرة.
توصيات خاصة:
1- اعطاء قضايا العاملين درجة عالية من الاهمية والعمل على ازالة ما قد ينشأ من آثار سلبية على مستقبل العمالة.
2- يجب على شركة السودان للاقطان ان تبذل جهود اضافية لتزيد من رفاهية ودرجة الرضاء الذى تحققه الوظيفة للعاملين.