Abstract:
أولاً مشكلة البحث :
لقد أثار أسلوب ومنهج إدارة الجودة الشاملة اهتمام ونظر الباحث ،خاصة بعد أن احتلت إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في الآونة الأخيرة أهمية خاصة ، إذ تعتبر أحد الأنماط الإدارية السائدة والمرغوبة في الفترة الحالية ، وذلك في ظل البيئة التنافسية الحادة التي أصبح البقاء فيها للأقوى والأصلح والتي تمثل الجودة الشاملة وإدارتها العمود الفقري فيها باعتبارها تمثل عملية التحسين المستمر للمنظمات التي تسعي إلي إشباع رغبات المستهلكين الحالية والمتوقعة ، وهذا البحث هو محاولة لتحليل وتقييم إمكانية تطبيق إدارة الجودة الشاملة في بيئة الأعمال الصناعية في السودان ، وأن يكون ذلك بطريقة أسلوب الحالة باختيار إحدى المنظمات الصناعية للوقوف علي مدي التوافق والتناسق والانسجام بين الثقافة التنظيمية للمنظمة محل الدراسة ومتطلبات نجاح تطبيق هذا الأسلوب الإداري ، وما هي النواحي غير المواتية للثقافة التنظيمية للمنظمة والتي لا تتلاءم مع الأخذ بهذا الأسلوب ، وما هي النواحي الإيجابية المشجعة علي استيعاب هذا الأسلوب الإداري الحديث في ظل بيئة محلية ودولية أصبحت تتسم بكل أصناف التحديات التي لن تقوي علي الصمود فيها إلاّ تلك المنظمات التي تأخذ بأسباب التطور منهجاً وطريقاً .
ثانياً : أهداف البحث :
يسعي هذا البحث إلي تحقيق الأهداف التالية :
1/ التعريف بمفهوم وأهمية إدارة الجودة الشاملة .
2/ التعريف بمفهوم وأهمية الثقافة التنظيمية وعلاقتها بإدارة الجودة الشاملة .
3/ يحاول هذا البحث تقييم إمكانية تطبيق مفهوم إدارة الجودة الشاملة في إحدى منظمات الأعمال الصناعية ، وأن تكون النتائج التي يتم التوصل إليها مؤشر لتحديد إمكانية تطبيقه علي منظمات أخرى تعمل في نفس البيئة الصناعية أو قطاعات أخرى .
4/ يتطرق هذا البحث إلي متطلبات التطبيق ومسببات النجاح دون إغفال للمشكلات أو التحديات التي تقف في مواجهة التطبيق .
5/ تقديم توصيفاً متكاملاً لواقع الثقافة التنظيمية للشركة موضوع الدراسة من كافة أبعادها ومختلف عناصرها ، خاصة تلك المتعلقة وذات الصلة بمتطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة ، والوقوف علي مدي مناسبة هذه الثقافة لتطبيق هذا الأسلوب .
6/ تقييم فرص تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة بالمنظمة محل الدراسة من خلال بحث ودراسة مدي توافق واقع المنظمة مع احتياجات ومتطلبات تطبيق هذا النظام .
ثالثاً : فروض البحث :
1/ هنالك علاقة ذات دلالة إحصائية إيجابية بين قدرة تأثير الثقافة التنظيمية علي سلوك العاملين والتأثير بقوة علي مقدرة الشركة في تغيير اتجاهها الاستراتيجي .
2/ هنالك علاقة ارتباط وتبادل بين الثقافة التنظيمية وأساسيات إدارة الجودة الشاملة ، فالثقافة التنظيمية القوية تساعد علي نجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة .
3/ ثقافة الشركة محل الدراسة تحتاج إلي إحداث تغيرات محسوسة وجذرية عليها لإحداث التوافق بينها وبين عناصر ومتطلبات تطبيق منهج إدارة الجودة الشاملة .
4/ الشركة موضوع الدراسة مثلها مثل كثير من المنظمات الإنتاجية تتبع المفهوم الضيق والمحدود للجودة الذي ينحصر في مراقبة جودة الإنتاج باستخدام أسلوب الفحص والتفتيش .
رابعاً منهجية الدراسة :
1/ ستركز الدراسة الميدانية علي قياس مدي توفر مقومات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في ممارسات شركة جياد لصناعة السيارات والشاحنات المحدودة ، وذلك من خلال قياس اتجاهات إجابات مجتمع البحث وآرائهم حول مدي توفر تلك المقومات مع التركيز علي قياس فاعلية عنصر ثقافة الجودة الشاملة من تلك المقومات باعتباره أهم عنصر في هذا المكون .
2/ مجتمع البحث :
يتبع الباحث أسلوب المسح الشامل لجميع أفراد المستويات الإدارية الثلاثة ( العليا ، الوسطي ، التنفيذية ) .
3/ منهج البحث :
يتبع الباحث منهج الوصف التحليلي باستخدام نمط دراسة الحالة ، وذلك لأنه يمكنه من تحقيق الأهداف التالية :
- تحديد وتوضيح المشكلة الموجودة فعلياً .
- جمع بيانات حقيقية ومفصلة عن مشكلة البحث .
- إجراء المقارنات اللازمة لبعض الظواهر أو المشكلات وتقويمها وإيجاد العلاقات بينها .
4/ البرنامج الإحصائي :
لقد تم استخدام برنامج التحليل الإحصائي للدراسات الاجتماعية statistic program for social studies (s.p.s.s) ، وباستخدام الوسط الحسابي لكل عبارة لمعرفة أي الإجابات أكثر تكراراً ، فإذا كان الوسط الحسابي أكبر من الوسط الحسابي الفرضي ( الوسط الحسابي الفرضي = 3 ) فهذا يرجح أغلبية الإجابات ( أوافق بشدة ، أوافق ) ، أي إن أتجاه العبارة سيكون إيجابياً ، أما إذا كان الوسط الحسابي أقل من الوسط الفرضي فهذا يرجح أغلبية العبارات ( لا أوافق ، لا أوافق بشدة ) ، أي إن أتجاه العبارة سيكون سلبياً .
ومن خلال الدراسة تم إثبات صحة الفرض الأول ، والثاني ، والرابع ، ورفض صحة الفرض الثالث ، وخلصت الدراسة إلي عددٍ من النتائج أهمها :
- تتميز الشركة بوجود مجموعة من القيم والمعتقدات أصبحت ثقافة للشركة انعكست علي سلوك وأتجاه جميع افرادها .
- توافق وانسجام ثقافة الشركة الحالية مع عناصر ومتطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة.
- سيادة أسلوب الفحص والتفتيش الدوري في الرقابة علي عمليات الجودة بالشركة .
- رضا الأطراف ذات المصلحة عن نتائج أعمال الشركة .
ومن خلال هذه النتائج تم التوصل إلي عددٍ من التوصيات العامة والخاصة بعمل الشركة إضافة إلي توصيات لدراسات مستقبلية ، وكان أهمها ما يلي :
أولاً التوصيات العامة :
- يجب علي المؤسسات التي تنشد التطوير والتغيير والتجويد التميز ان تهتم ببيئتها الثقافية.
- يجب علي المؤسسات التي تنشد تطبيق إدارة الجودة الشاملة أن تعمل علي إحداث التوافق بين عناصر ومتطلبات إدارة الجودة الشاملة وبين ثقافتها التنظيمية .
- إن مبدأ المعاملة الحسنة للعاملين ، واحترامهم ، وخلق روح التعاون بينهم هو الذي يحقق الإنتاجية والتفوق للشركات التي تسعي إلي التميز .
- القيم هي أساس إدارة الجودة الشاملة ، فعلي القيادات ان تعمل علي تفجير الطاقات الإبداعية باستنهاض هذه القيم بتطبيق مبدأ القيادة القدوة في العمل .
ثانياً توصيات خاصة بشركة جياد :
- أن تستفيد من ثقافتها التنظيمية القوية في تطبيق إدارة الجودة الشاملة .
- الاستفادة من التوافق بين ثقافة الشركة التنظيمية وعناصر ومتطلبات إدارة الجودة الشاملة بمزيدٍ من التوعية التدريب المستمر لأفراد الشركة باهمية تطبيق إدارة الجودة الشاملة .
- أن تعزز الشركة من ثقافة العمل الجماعي والتعاون عن طريق بناء فرق العمل التي تساهم وتساعد في تطوير وتحسين العمل .
ثالثاً التوصيات المستقبلية :
- الإدارة بالقيم وأثرها علي تطوير الأداء ، وعلي الإبداع والإبتكار والتطوير ، من المشاكل التي تحتاج إلي تسليط الضوء عليها بالمزيد من الدراسات والبحوث .