Abstract:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
ما بعد معجزة خالدة كالقرآن الكريم، الذي تكفل الله ـ عز وجل ـ بحفظه إلى يوم القيامة؛ لذلك عني المسلمون بالقرآن الكريم، واهتموا به قراءة، وحفظا، والعمل به، وبتفسيره، وتأويله، ومعانيه، وغريبه، وإعرابه. ومن أولئك الذين اهتموا بتفسيره وإعرابه شيخنا القاضي أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عطية الأندلسي الغرناطي في تفسيره ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ).
وهذا الكتاب له القيمة العلمية الكبيرة عند علماء عصره ومن بعده.
ويعد هذا التفسير من الكتب النادرة، والذي ظل حبيس المخطوطات ألف عام تقريباً إلى أن هيأ الله رجالاً أكفاء من المشرق والمغرب العربي على إخراج هذا الكتاب في ثوب قشيب من التحقيق والتدقيق والتعليق( ).
لذا رغبت أن يكون موضوع رسالتي للدكتوراه في: (التوجيهات الإعرابية في تفسير المحرر الوجيز لابن عطية ) .
وقد بدأت دراستي بمقدمة تناولت فيها مكانة الكتاب وصاحبه العلمية ، مبينا فيها سبب اختياري لهذا الموضوع ومنها:
1ـ عناية ابن عطية في تفسيره بالقراءات القرآنية والتوجيهات النحوية.
2ـ بيان توجيهاته الإعرابية وموقفه من مصادره وأحكامه المعيارية ومنهجه في ذلك.
3ـ ثناء العلماء عليه وعلى كتابه ومن هؤلاء: ابن جزي ، وأبو حيان ، ولسان الدين بن الخطيب، وابن خلدون، وابن تيمية، وغيرهم كثير.
4ـ استفادة الكثير من المفسرين الذين جاءوا بعد ابن عطية من تفسيره كأبي السعود والبغوي ، والطبري،والقرطبي، والنسفي ، والشوكاني ،والنحاس، وأبي حيان، وغيرهم.
5ـ الكشف عن أسباب تعدد التوجيه الإعرابي عند ابن عطية في تفسيره .
ثم ذكرت الدراسات السابقة التي قامت حول كتاب المحرر الوجيز – على حد علمي – رسالة ترجيحات ابن عطية في تفسيره من أول الكتاب إلى نهاية سورة البقرة عرضا ودراسة ( )
حيث تناول الباحث في رسالته بدراسة عن المؤلف ومنهجه في الترجيح، ثم قام بعرض ودراسة ترجيحات ابن عطية في تفسيره، وتختلف دراستي عنه بأني درست مصادر ابن عطية في التوجيهات الإعرابية عن طريق السماع والقياس والإجماع ، وتوثيقها ، ثم درست الأحكام المعيارية للتوجيهات في (الاستحسان والاستضعاف والاستقباح)،ومنهجيته فيها ومدى دقة نقله ، ورفضه الرأي لعدم وجود الحجة أو الدليل ، وربطه بين الإعراب والمعنى، ومدى عنايته بالشواهد .
ولم أجد على حد علمي رسالة حملت عنوان التوجيهات الإعرابية عند ابن عطية في تفسيره أو كتابًا عرض لهذا الموضوع.
ثم اتبعت المقدمة بنبذة تعريفية عن حياة المؤلف ونشأته وآثاره العلمية، ثم منهجه في التفسير، فأعقبتها بتمهيد تناولت فيه التوجيه الإعرابي مفهومه وأسباب تعدده.
ثم شرعت بالدراسة المنهجية للبحث مبتدئا بـ:
- الفصل الأول : ( مصادر التوجيهات الإعرابية )
1ـ المصادر السماعية .
2 ـ المصادر القياسية .
3 ـ مصادر الإجماع .
- الفصل الثاني : ( الأحكام المعيارية للتوجيهات الإعرابية )
1 ـ معايير الاستحسان .
2 ـ معايير الاستضعاف .
3 ـ معايير الاستقباح .
- الفصل الثالث : ( منهجيته في التوجيهات الإعرابية )
1 ـ مدى التوثيق ، والدقة في النقل.
2 ـ رفضه الرأي لعدم وجود الحجة أو الدليل.
3 ـ الاستقلال والتبعية.
4 ـ ربطه بين الإعراب والمعنى.
5 ـ مدى عنايته بالشواهد.
6 ـ التوسع والتفصيل في توجيهاته الإعرابية.
7 ـ المصطلحات المستعملة في التوجيه.
وفي الخاتمة استعرضت أهم ما توصل إليه البحث من نتائج ، والتوصية لمن بعدي للاستفادة العلمية من هذا البحث.