Abstract:
تناولت الدراسة " الشعر السياسي وأثره في الحياة الفكرية في السودان" ، وهي تعني بمسيرة الشعر الفصيح لهذا الفن في الفترة من 1924م-1956.
تمثل هذه الحقبة أخصب عصور الإنتاج الأدبي لاسيما الشعر، حيث كان أفراد المجتمع أحد أثنين، أما قارض للشعر أو متذوق له، فضلاً عن الرعاية التي كان يجدها من الجمهور والشعراء والزعماء والساسة.
كانت القصيدة تقوم بدور البيان السياسي والخطب الجماهيرية إذ عبرها تصاغ مطالب الأمة ومن خلالها تحدد المواقف المختلفة في أروع الصور وأنضرها وأبهاها. من أجل ذلك كان أثر الشعر في حياة الأمة عظيماً وكان يعطي الحفاوة والاهتمام والتقدير ما يتناسب وفعله الساحر بالنفوس ودروه البناء في توجيه المجتمع إلى مراقي التطور السياسي والاجتماعي والأدبي.
أعتمد البحث على ثلاثة مناهج وهي: المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي، والمنهج المقارن، وتطرق إلى الخلفية السياسية والاجتماعية والفكرية لمعرفة البيئة التي أنبتت الشعر، ومن ثم أثرها في تكوين وصياغة عبقرية الشعراء وصقل مواهبهم وقدراتهم. كما تتبع الموضوعات التي نظموا فيها والقضايا التي اهتموا بها والميادين التي خاضوا فيها بعبق الكلمات وروائع الفن.
تتبع البحث أيضاً أثر الشعر السياسي في الحياة الفكرية وأضاء الجوانب التي كان إسهامه فيها واضحاً بشيء من الإطناب، كما ركز على المؤثرات الداخلية والخارجية المرتبطة بتطوره.
أستقصى البحث بالدراسة والتحليل التطور الفني للشعر السياسي، أسبابه ومراحله ومؤثراته مستعرضاً التيارات الشعرية وأهم روادها، إلى جانب نقدها وعقد المقارنات بينهما لمعرفة أوجه الشبه والاختلاف.
من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة مسايرة الشعر للحركة السياسية بالبلاد والتفاعل مع نشاطات المجتمع المختلفة، ومعالجة الشعراء قضايا وطنهم وأحواله الاجتماعية واهتمامهم بأحداثه وتحدياته، أختتم البحث بخاتمة ونتائج وتوصيات وقائمة بالمراجع والمصادر والأعلام وأبيات الشعر.