Abstract:
سعت الدارسة إلى التشخيص العام لعملية التحول اللغوي من اللغة المحلية (الأما) إلى اللغة العربية ، وذلك تمهيداً للدراسة العلمية للظواهر اللغوية التي أصابها انحراف عن جادة اللغة العربية في مجال الأصوات والتراكيب والمفردات. انطلقت هذه الدراسة من عدة أسئلة وفرضيات بهدف الوصول إلى حقائق عن موضوع الدراسة ،ولتحقيق ذلك.اتبع الباحث المنهج الوصفي التطبيقي الميداني في مجال الأصوات واستخدم في إطاره كلا من الاستبانة أداةًٍ لجمع المعلومات والتسجيل الصوتي واستعان بمنهج تحليل الأخطاء في مجال التراكيب والمفردات من خلال التعبير الكتابي الحر بالتعرف على الاخطاء ووصفها وتصنيفها ثم تفسيرها وتحديد أسبابها.
ومما خرج به البحث أنَّ لغة النيمانج من اللغات الأساسية التي احتفظت بمكانتها في حدودها ، وأنها تستخدم بصورة واسعة في معظم المجالات بينما تستخدم اللغة العربية في مجال الدراسة (المدرسة)، إذ تعتبر المدرسة عاملاً أساسياًً من عوامل التحول اللغوي ، فيما يختص بالتحولات اللغوية في مجال الأصوات ، فإنَّ ظاهرة الإبدال الصوتي من الظواهر الشائعة وأنها تتركز بشكل ملحوظ في الأصوات العربية التي ليس لها نظير في اللغة المحلية مثل بعض أصوات الحلق والإطباق ، وأنَّ اللغة الأم هي المصدر الرئيس للصعوبات الصوتية . وتنعكس هذه الصعوبة على النطق السليم والتعبير، مما يقف عائقاً أمام الفصاحة والطلاقة في اللغة . أما في مجال التراكيب النحوية والصرفية فنجد أن هناك كثيراً من التحولات من أبرزها ظاهرة التذكير والتأنيث ،والتنكير والتعريف والتي يرجع سببها إلى عدم الإلمام بقواعد اللغة العربية وأثر اللغة المحلية ، إضافة إلى الكثافة اللغوية للغة العربية نفسها. ومن خلال ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج وضع الباحث بعض التوصيات منها على سبيل المثال : إجراء مسوح لغوية اجتماعية ، مع اعتماد المسوح والدراسات السابقة والجارية، أساساً لمعرفة الكيان اللغوي، والاهتمام ببرامج اللغة العربية وتطور طرق تدريسها مع زيادة العناية بها في مناطق التداخل اللغوي، على أن يُراعي المنهج الخلفية اللغوية لهذه المناطق ، مع التخطيط العلمي الواعي لسياسة لغوية في مساحة تسعى لسيادة وانتشار اللغة الرسمية متعايشة مع لغاتها المحلية الأخرى ، حفاظاً على التراث الذي تختزنه تلك اللغات.