Abstract:
هذا البحث الموسوم بـ" التصوير البياني وأثره في أداء المعنى القرآني" مُقدّم لِنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، تخصص البلاغة والنقد، في العام 1430هـ- 2009م، تحت إشراف الدكتور الحبر يوسف نور الدائم. وهو بحث يحوي مُقدِّمةً، وتمهيداً، وأربعة فصول، وخاتمةً، وفهارس. وقد عالج التمهيد قضيّتين مهمّتين لتفسير صور القرآن البيانية وتحليلها، وهما: مكانة العرب من الفصاحة والبيان، والصورة والتصوير البيانيّ. وأمّا الفصول الأربعة فعُرِضَ في أوّلِها عناصرُ الصورة البيانية في ثلاثة مباحث، ودُرِستْ دراسة نظرية؛ توطئة للدراسة التطبيقية في الفصول الأخرى التي حوى كلّ واحد منها أربعة مباحث.
ويهدف هذا الموضوع إلى المساهمة في كشف جمال الأسلوب القرآني وبراعته، التي كان لها الأثر العظيم في إيصال المعاني المرادة؛ وذلك بتحليل تلك الأساليب على وفق معايير الصورة، برؤى جديدة، وبمحاور أغفلتها الدراسات السابقة -على أهمّيتها- في الكشف عن براعة النصوص ومقدرتها على الإفصاح عن المعنى المراد.
وخلُص البحث، بعد دراسة عناصر الصورة بوصفها عُدّة البحث وآلاته في تحليل النصوص وتفسيرها، وبعد تِبيان المصادر التي ترتدّ إليها، ودراسة القضايا التي عرضت لها في القرآن، وبعد تحليل أساليبها- إلى نتائج عدّة، أهمّها:
1- أنّ معيار الصورة الفنية معيار مهمّ في تحليل النصوص ونقدها.
2-الصورة الفنية أصيلة في تراثنا النقدي، وأنّها لم تكن معياراً وافداً حديثاً، كما يَحْسبُ بعضُ دارسينا.
3-أنّ للأسلوب القرآني ميزاتٍ، بها تفوّق على الأساليب العربية كافة في أداء المعاني، وقد بدا ذلك التفوّق في وجوه عدّة ذُكِرت في خاتمة البحث. وقد اجتمعت عوامل دفعت بالنصّ الكريم ليبلغ درجة الإعجاز البلاغي، التي شهد بها من بلغوا شأواً في الفصاحة والبيان من قديم الزمان، ومن تلك العوامل:
أ- براعته في توظيف مستويات الكلام ابتداءً من الحروف إلى التراكيب، بطريقة دقيقة عَجِز البشر عن مجاراتها.
ب- مراعاة أحوال المخاطبين؛ وقد بدت تلك في مخاطبتهم بما ألفوا في بيئتهم، أو ما رَكَزَ في طباعهم، أو بما يهيئ لهم الله من وسائل للمعرفة.
ج- دقته في المواءمة بين الألفاظ والمعاني، بطريقة تحقّق الغرضين: الديني والفني.
د- التنوّع في تصوير المعنى الواحد، اتّساقاً مع الأساليب والمعاني المجاورة.