Abstract:
تعدُ الصيغة أو بنية الكلمة مبحثاً مهماً من مباحث الفصاحة؛ لذا اهتم هذا البحث بدراسة الصيغ الثلاثية المجردة والمزيدة ودلالتها التي وردت في الحديث الشريف في صحيح البخاري، ويهدف إلى تحديد قضية دلالية صرفية حيث يتناول صيغ الأسماء المتمكنة والأفعال المتصرفة، وتقصي معانيها عند علمائنا القدامى، ثم تطبيق ما ورد من هذه المعاني في الحديث الشريف، مدعمة بالشواهد القرآنية، وبعض الشواهد الشعرية؛ وذلك لمعرفة ارتباط صيغها بالدلالة المعنية، ومدى التزام الصيغة بهذه الدلالة، وإمكانية خروجها من معانيها التي وضعت لها أصلاً. وقد اقتضت طبيعته أن يكون في ثلاثة فصول تسبقها مقدمة، فتمهيد، ثم تعقبه خاتمة.
واتبعت الباحثة في دراسة هذا الموضوع المنهج الوصفي، والاستقرائي التحليلي، وقد توصل إلى جملة من النتائج منها:
إنَّ تعدد الصيغ سواء أكانت فعلية أو اسمية يرجع إلى اختلاف لهجات العرب.
وأنَّ الدلالة في بعض الأسماء والأفعال يحددها السياق وليست الصيغة دائماً، بمعنى أنَّ للسياق دوراً مهماً في تحديد المعاني، وعليه سيتعرف القارئ على جملة من الأساليب الصرفية والدلالية من خلال الأحاديث الشريفة، مما يسهم ذلك في فهم هذه النصوص وإتقانها.
ومن دلالات أبنية الأسماء: الدلالة على أسماء الذات والمعاني في المجردة، أمَّا المصادر والمشتقات ، فمنها: الدلالة على الحدث المجرد، وعلى آلة الحدث، ومرة الحدث ونوعه، وعلى مكان الحدث وزمانه، وعلى الذات الموصوفة بالحدث.
أمَّا دلالات الأفعال في الصحيح، فتتمثل في: التعدية، والتكثير، والمشاركة، والتكلف، والصيرورة، والسلب، والمطاوعة، والطلب واختصار الحكاية، وغير ذلك من دلالات الأفعال المزيدة.
أمَّا الثلاثي المجرد، فيحتمل من الدلالات: الجمع والتفريق، والإعطاء، والامتناع، والمغالبة، والإيذاء، والتحويل، والاستقرار، والدلالة على النعوت والأعراض والعلل، وعلى الأوصاف الخلقية والغرائز وغير ذلك.
وهذه تعدُّ من روائع الأساليب في كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خاصة، ومن مميزات اللغة العربية عامة .واشتمل هيكل الدراسة على تمهيد وثلاثة فصول،تضمن التمهيد نبذة موجزة عن حياة الإمام البخاري وتحصيله لعلوم الحديث، وتناولت في الفصل الأول: مفهوم علم الصَّرف وأساسياته وقد احتوى على ثلاثة مباحث، وكان الفصل الثاني بعنوان: الأسماء الثلاثية المجردة والمشتقات ودلالاتها، واحتوى على مبحثين، أما الفصل الثالث فقد جاء بعنوان: الأفعال الثلاثية المجردة والمزيدة ودلالاتها وضم مبحثين،ثم ختمتُ البحث بأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ثم اقتراحات،أهمها: ضرورة اختيار النصوص النبوية لدراسة القضايا الصرفية والدلالية واللغوية؛ لكونها المصدر الثاني بعد القرآن الكريم.