Abstract:
عاش النورسي وسط صراعات ونشأ فيها، ولقد حاول معالجة هذا الوضع واصلاح العمق الأخلاقي في بنائه التربوي، وهنا يكون الإصلاح النوري إصلاحاً شاملاً تطلبه الأُمة ولا ترفع شعاره جماعة بذاتها، إذ كلما تحيز المشروع الإصلاحي في إطار محدد، فقد امتداده وجاذبيته لما يورثه في نفوس الحاملين له من التعصب والتحيز، ولما يدخله في قلوب المناوئين له من العداء والتربص فيضيع المشروع وتنتهي فعاليته.
يعدّ الشيخ بديع الزمان النورسي واحداً من العلماء البارزين في القرن الماضي، من خلال ماخلّفه من تراث فكري ذو طابع خاص يفتقر إلى من يرفع عنه غشاوة الغموض التي تكتنف هذه الشخصية العلمية التي بلغت من العلم شأوًا كبيرًا، فكتاب اشارات الإعجار جليل القدر، رصين السبك، قوي الحجة، يمثل اجلى تمثيل للقدرة الفائقة للاستاذ النورسى.
ففي هذا البحث استعرض الباحث شخصية الاستاذ النورسي والعصر الذي عاش فيه وحياته الاجتماعية والسياسية والفكرية وسيرته الذاتية، وتعرض الباحث لموضوعات في علوم القرآن المتعلقة بموضوع الدراسة وأهمها علم التفسير لتعلق الدراسة بكتاب من كتب التفسير، ثم عرج الباحث إلى دراسة اختيارات الإمام النورسي في التفسير من خلال كتابه اشارات الإعجاز في مظآن الإيجاز