Abstract:
الحمد لله الذي اصطفى من خلقه حملةً لكتابه العزيز المُنْزَل بلسان عربي
مبين على سبعة أحرف هدى ورحمة للعالمين، وصلى الله على سيدنا محمد عبده
ورسوله القائل: "خيرُآم من تعلَّمَ القرآنَ وعَلّمه"، وعلى عِترته وصحابته، ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد :
فإ ن كتاب الله -عز وجل- خير جليس لا يمل حديثه، فلا بد من التقرب إلى الله -
تعالى - به، ولله د ر الإمام الشاطبي عندما قال فيه:
وإ ن كتا ب اللهِ أوث ُ ق شافعٍ وأَ ْ غَنى َ غنا ء واهبًا مَتَف ضلا
وخي ر جليس لا ي ملُّ حديُثه وَت رداده يزداد فيه َت ج ملا
وحي ُ ث الَفتى يرتا ع في ُ ظُلماتِه من القبرِ يلقاه سنًا مَت هلِّلا
ول ما كان ح ب القرآن يفوق حب كلِّ كتاب غيره، وحب اللغة العربية يفوق حب غيرها
من اللغات، ولِما أنعم الله به على الباحث بحفظ كتاب الله تعالى بقراءاته العشر المتواترة،
وحصوله على إجازة متصلة السند بالرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت رغبة الباحث في
اختيار دراسة تتصل بهذه الجوانب مجتمعة: القرآن الكريم وقراءاته واللغة العربية استكما ً لا
لدراسة الدكتوراة.
ولعل المستوى الصوتي للعربية أكثر مستويات اللغة العربية ظهورا لدى السامع في
روايات القرآن الكريم، فقد تختفى بعض مستويات العربية في روايات القرآن لك ن أشدها
وضوحا هو المستوى الصوتي، مما حدا بالباحث لدراسة هذا المستوى من مستويات اللغة
العربية، وتقديمه على غيره من المستويات، حتى جاءت الدراسة في فصول ثلاثة يأتي بيانها.