Abstract:
موضوع هذه الرسالة الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الذي يُعدّ واحداً من أبرز شعراء العربية في العصر الحديث، فقد عاش حياة طويلة حافلة بالنضال والإبداع امتدّت على مدى القرن العشرين كله تقريباً. إذ وُلد عام 1900 وتوفي عام 1997 . وهي مرحلة مهمة وحاسمة من تاريخ الأمة العربية وبلده العراق . وكان في قلب أحداثها السياسية والاجتماعية والفكرية المختلفة، فسجّل كلّ ذلك في أشعاره بما أصبح فيما بعد سجّلاً تاريخياً مهماً لبلده .
وقد تميّز الجواهري بموهبة شعريّة فائقة ومقدرة فنيّة عالية ونفس شعري نادر إذ تجاوزت مجموعة كبيرة قصائده المئة بيت كما زاد بعضها على المئتين مع المحافظة على القيمة الفنية لهذه القصائد . كما استطاع المحافظة على صورة القصيدة العربية القديمة بأوزانها التقليدية ونفسها العربي الأصيل متحدياً بذلك كلّ حركات التجديد الشعري التي عاصرها كالمدرسة الرومانسية ومدرسة الشعر الحرّ ومدارس الحداثة الأخرى .
ومن بين نتاجه الشعري الغزير الذي يبلغ عشرات الآلاف من الأبيات الشعرية في شتّى الأغراض الإنسانية المختلفة، اختارت هذه الدراسة البحث في أشعاره التي وصف فيها بلده العراق بكلّ تفاصيله محاولة بيان الصور الشعرية في قصائده وأدواتها الفنية، فاشتملت على تمهيد وخمسة فصول .
تحدّث التمهيد بإيجاز عن تاريخ العراق وحياة الشاعر . وتقسمت الفصول الخمسة حسب مواضيعه الشعرية؛ فالأول عن وصفه الحسّي لبلده . والثاني عن أوضاعه السياسية ، والثالث عن أحواله الاجتماعية والرابع عن مواقفه الفكرية . أمّا الخامس فكان تحليلاً فنيّاً لصوره الشعرية . أسلوباً وموسيقى وصوراً . وختمت الدراسة بأهم النتائج التي توصّلت إليها ومن ثمّ قائمة بالمصادر التي اعتمدت عليها .
هذا ويبقى الشاعر محمد مهدي الجواهري موضوعاً بِكراً بحاجة إلى المزيد من الدراسات الناقدة .