Abstract:
تحتل آيات بني اسرائيل مساحة واسعة من آي القرآن الكريم، والتي تصل إلى ثلث آي القرأن تقريبا، وهذا إن دل على أمر إنما يدل على أهمية ذكر بني إسرائيل وخاصة إذا ما تم الحديث عن صفاتهم، والتي واجهوا بها دعوة أنبيائه، وقاوموا الحق وجعلوه وراء ظهورهم، وكادوا المكائد لدين الله وأتباع رسل هذا الدين وأنبيائه، فقتلوا أنبياء الله بدون حق، وهم المتصفون بالجدل العقيم، وهذا ما فعلوه مع سيدنا موسى- عليه صلوات الله- عندما طلبوا منه أن يدعو ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء، وأي جرأة وتعالٍ وعنادٍ من أن يطلب أخيارهم أن يروا الله جهرة، وهذا عندما ذهب بهم موسى- عليه السلام- لميقات ربه.
وعنيت الدراسة بالآيات التي وقعت تحت ما يصنف بالأساليب الإنشائية (عنوان الدراسة) إذ حددت الأساليب الإنشائية في آي القرآن والتي تنقسم إلى أساليب إنشائية طلبية، وأساليب إنشائية غير طلبية، والأساليب الطلبية تضم أساليب عدة، تم تفصيل كل أسلوب على حدة من أجل تسهيل عملية البحث ومنها:الاستفهام وأدواته، والأمر وصيغه، والنداء، والتمني والنهي، وأما الأساليب غير الطلبية فكان منها :الرجاء، وأفعال المدح والذم،والقسم، والتعجب، وكانت الأساليب الإنشائية الطلبية أكثر حضورا من غير الطلبية، وكادت كتب البلاغة القديمة تخلو من الإشارة إلى الأساليب الإنشائية غير الطلبية، ودراسة أهم ما تخرج إليه من معان بلاغية.
ويتضح دورالأساليب الإنشائية في دراسة الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل وصفاتهم، أنها برهنت من خلال ما تضفيه من معان بلاغية:مثل التوبيخ والاستهزاء منهم والسخرية وما شابه ذالك من صفات رذيلة، وبرهنت هذه المعاني على ثبات هذه الصفات في بني إسرائيل. كما زادت من إعجاز القرآن الكريم، إذا ما قورن بالواقع الحالي.
وكانت أولى الخطوات في هذا البحث أن عرفت الأساليب الإنشائية، والفرق بين الجملة الإنشائية والجملة الخبرية، كما تم شرح أهم الصفات لبني إسرائيل كما ذكرها القرآن الكريم، وفي الباب الأول تم عرض أهم الأساليب الإنشائية الطلبية من مثل: الاستفهام وأهم الأغراض التي يخرج إليها مثل التوبيخ والسخرية والاستهزاء والوعيد ومعان أخرى، وهكذا لبقية أنواع الإنشاء الطلبي من مثل: الأمر، والنداء، والتمني، والنهي. وجاء في الباب الثاني عرض الأساليب غير الطلبية من مثل الرجاء، والمدح والذم، والقسم، والتعجب.
وأما طريقة الدراسة لكل آية، فكان بشرح مدلول الآية والتعليق على دور المواقع النحوية لبعض كلمات الآية، وتأثيرها على وضوح المعنى للآية،وهكذا مع المستوى الصرفي، والناحية الصوتية، والإيقاع ونهاية الفواصل بين الآي، وشرحت كثيرا من الصور البيانية، واختلاف القراءات لآي القرآن الكريم.