Abstract:
موضوع هذه الدِّرَاسة هو لغة الخطابة منذ العصر الجاهلي حتّى نهاية العصر الأُمَويّ على المستويين : الصّرفي والتّركيبي . وهَدَفَتْ إلى بيان القيمة اللغوية، والتركيبية في النصوص الخطابية، وما طرأ عليها من تغيير في خلال العصرين. وجاءت الدِّرَاسة على أسس المنهج الوصفي الذي اعتمد على التّحليل والمقارنة بين الصّيغ والتّراكيب اللغوية بغية معالجة لغة الخطابة في الدرس اللغوي. وتَوَقَفَتْ حدودها الزمنية في نهاية العصر الأموي، والمكانية بالجزيرة العربية، وفي المادة على ما سُجِّلَ من خُطَبٍ اتُّفِقَ عليها .
وتَحَدثَتْ الدِّرَاسة عن مصطلح الخطابة في العصرين، وما يتعلق بها من أسس ومفاهيم، وعن المشتقات كاسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغة المبالغة، والإضافات التي تلحق بها، ثم تَنَاوَلَتْ الدِّرَاسة الأبنية اللغوية في العصرين، والصّيغ، والمورفيمات الصّرفية .
وبَيَّنَتِ التراكيب اللغوية في العصرين، متضمنة الجملة الاسمية في حدود العينة اللغوية المختارة من النصوص الخطابية، وحَلَّلَتْ هذه الأنماط وفقاً لنظرية تشومسكي في مرحلتها الأساسية، بالكشف عن البناءين الباطن والظاهر للجملة، ورُبِطَتْ هذه النظرية بنظرية سيبويه التي تعتمد على المسند، والمسند إليه لتوضيح الظواهر اللغوية التي تُرْصََدْ من خلالها لغة الخطابة في مجال التراكيب، وعلى وجه التحديد : (التَّرتيب، الحذف، الزِّيادة) .
وتَوَصَلَتِ الدِّرَاسة إلى عدد من النتائج منها : أنَّ لغة الخطابة من العينة المختارة اشتملت على عددٍ ضخم من العناصر الصرفية التي تساعد على تكوين كلمات جديدة من الأصل بالصيغ الاشتقاقية، وهذه العناصر إما سوابق، أو لواحق، أو أحشاء (دواخل)، وَوَجَدَتْ أنَّ هناك تغييراً للمعنى، بصورة صرفية، وأنَّ من أكثر الصّيغ الواردة في العصر الجاهلي هي صيغة المبالغة ثم اسم الفاعل، وأقلُّها وروداً هي صيغة اسم الهيئة. وكَشَفَتْ أنَّ الجملة الاسمية البسيطة تتألّف في تركيبها من عبارة اسمية تحدد وظيفة المسند إليه، كما أنّها تتألَّف من عبارة خبرية تُحَدِّد دور المسند .
وأَوْصَتِ الدِّراسة أنْ تكون هنالك بحوث تتناول الجانب الدّلالي، والصَّوتي، والجملة الفعلية حتَّى يكتمل إحصاء الصّيغ الصّرفية، والتّركيبية .