Abstract:
إستهدفت هذه الدراسة هوية الخط العربي حتى عصر التيبوغرافيا الرقمية ودوره في الحياة
الدينية والفكرية والفنية للمجتمعات الاسلامية على مدى العصور التي مرّ بها.
لتحقيق أهدافها قام الدارس بتحديد مشكلة البحث والفرضيات المتعلقة بها بإتباع المنهج
الوصفي التحليلي لاثبات صحة أو نفي تلك الفرضيات، الى جانب المنهج التاريخي لتوثيق
مسيرة الخط العربي وتتبع مراحل تطوره، وناقشت دوره وتوظيفه واشكاله بما يتفق ووظيفته في كل
مرحلة من المراحل التالية:-
1) نشأة وتطور الخط العربي من القرن الأول الهجرى وحتى السابع منه ، وشملت المرحلة
فضل المسلمين الأوائل بحثهم على اصلاحه وتقنين قواعده وتجويد كتابته، حرصاً منهم
على جمال النصوص الدينية المخطوطة.
2) توظيف الخط العربي في الاعمال الفنية كاللوحة الخطية، والتشكيل الحروفي، والتي
إستهدفت الشق المبصور الذي يعتمد اللغة البصرية على حساب النص المقروء وي ا رعى
اسس التكوين الفني كالتوازن والايقاع وتوزيع الفراغ واستخدام الألوان.
3) المعالجة الطباعية لأشكال الحروف العربية واستخدامها في مجال الطباعة والنشر آلياً
والكتروني اً.
4) دور الخط العربي في منطقة غرب افريقيا واستخدامه في كتابة اللغات العجمية المتعددة
بالمنطقة المستهدفة، ثم الجهود التي بذلت لاحياء الحرف القرآني وإعادة استخدامه بعد
الاستقلال من الاستعمار الغربي.
وقد أوضحت نتائج تحليل العينات الخاصة بالكتابة اليد وية المخطوطة ان الخط العربي قد
استكمل مراحل تجويده وتطويره في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، لكن
استخدامه لم ينقطع بإنتهاء تلك المرحلة ، بل اختلفت وظيفته على امتداد التاريخ الاسلامي حتى
وصل الى عصرنا الحالى ، عصر التكنولوجيا والنشر الالكتروني والتي أظهر الحرف العربي
فيها قابليته على تفكيك بنيات اجزاءه وإعادة تركيبها هندسياً تتوافق مع اسس تصميم الحروف
الطباعية وتوليد اشكالاً جديده منها لا تخرج عن هيأتها المألوفة.
وقد توصلت الدراسة الى:-
1) أن حرص المسلمين منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم على تجويد رسم خط المصاحف
وتدوينها على أكمل صوره ، كان سبباً رئيسياً في الاهتمام بالخط العربي وتطويره.
(د)
2) أن الخط العربي يتمتع بجماليات عالية في أشكاله ، أدت الى توظيفه في الاعمال الفنية
التشكيلية.
3) ان الجهود التي بذلها رواد الخط العربي الاوائل في ارساء قواعد رسم الحروف يمكن ان
تكون اساساً لتصميم الحرف الطباعي العربي.
4) ان اللغة العربية يمكن إستخدامها في كتابة العديد من اللغات الاخرى غير العربية