Abstract:
يتناول هذا البحث الدّرس الدًّلالي عند ابن جني ويهدف إلي الوقوف على إسهامات ابن جني في الدّرس الدَّلالي وترتيبها وفق مناهج علم اللُّغة الحديث لتطعيم القديم بالجديد وربطاً لماضي الأمة العلمي بحاضرها ، وتفحصاً لما قد عرفه الدّرس الدّلالي القديم من ضروب في البحث ومناهج فيه قد تساير ما جرى حديثاً مع قليل من التعديل .واتبع البحث في ذلك المنهج الوصفي.
ويتكون هذا البحث من فصلين . وقد خصصنا الفصل الأوّل لمفهوم الدّلالة عند ابن جني وكان قد اشتمل على ثلاثة مباحث ؛ المبحث الأوّل : التعريف بالدّلالة وفيه أربعة مطالب ؛ فالمطلب الأوّل كان عن الدّلالة في اللُّغة والثاني عن الدّلالة الاصطلاحية للدّلالة والثالث عن العلاقة بين الدّال والمدلول وبيان معنى الاعتباطية ويختم المبحث الأوّل بالمطلب الرَّابع الذي تناول الدلالة عند ابن جني . أمّا المبحث الثاني فقد تحدث عن أنواع الدَّلالة وقد اشتمل على مطلبين ؛ أولهما : أنواع الدّلالة عند علماء اللّغة المحدثين ، ثانيهما: أنواع الدّلالة عند ابن جني. وأمّا المبحث الثالث فقد تناول النظريات الدّلالية وقد اشتمل على مطلبين ؛ الأول: نظرية ابن جني الدّلالية ، والثاني : النظريات الدّلالية عند علماء اللُّغة المحدثين.
أمّا الفصل الثاني فقد خصصناه لنموذج الدّلالة الاشتقاقية عند ابن جني وقد كان الحديث فيه من خلال ثلاثة مباحث على أقسام الاشتقاق عدا الكُبَّار لقلة نماذجه واتصاله بالدّلالة التركيبية أكثر منها بالاشتقاقية وعدم تطرق ابن جني إليه .
وقد توصل البحث إلى نتائج أهمها كما يلي :
أولاً : وجود صلة بين مشتقات " دلل " وبين ما تدلّ عليه من الناحية الاصطلاحية بل حتى مفهومها كعلم.
ثانياً : في مبحث " أنواع الدّلالة " نجد ابن جني يسير جنباً إلي جنب مع علماء اللّغة المحدثين على ما بينهما من فارق الزّمن وما بعصره من قلة الأدوات لكنه يصل إلى ما وصل إليه بما أوتي من حس لغوي مرهف.
ثالثاً :أثبت البحث التصورية عند ابن جني والتوليدية على مستوى الدّلالة المفردة لا الجملة ، والسياقية كما هي مقررة قبل هذا البحث.
رابعاً: دلالة الاشتقاق الأكبر تمثل نظرية في الحقول الدّلالية .
ويوصي البحث بتأليف النظريات الدّلالية والتطبيق عليها وتأليف معجم على غرار حقول الاشتقاق الأكبر عند ابن جني.