Abstract:
عنيت هذه الدراسة بوضع رؤية استراتيجية للاستخدام الامثل للإيرادات النفطية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة في العراق.وقد اعتمد المنهج التاريخي وكذلك المنهج الاحصائي الوصفي للبيانات الثانوية التي تم جمعها من المؤسسات الرسمية وكذلك اعتمد المنهج الاستنباطي بوضع الفرضيات واستخدام التبرير المنطقي وتحديد المحاور الاساسية التي لها علاقة بموضوع الدراسة ومناقشتها.وتهدف الدراسة الى التعرف على واقع احتياطي وانتاج واستهلاك النفط في العراق, وكذلك التعرف على التنمية المستدامة من حيث المفهوم, والابعاد, والمؤشرات, والاهداف, ومحاولة اقتراح رؤية مستقبلية تسهم في الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة في العراق, مستفيدين من تجارب دول نفطية في هذا المجال. وتم صياغة الفرضيات والتي من اهمها، ان العراق لا يولي اهتماماً كبيراً في احداث التنمية المستدامة من خلال خططه الاستراتيجية، وان هناك تأثيرات خارجية واخرى داخلية عرقلة عملية تحقيق التنمية المستدامة في العراق. واهم ما توصلت اليه الدراسة من نتائج سوء استخدام الايرادات النفطية يعرقل عملية التنمية المستدامة في العراق, وكذلك ان جميع السياسات والاستراتيجيات التي تبنتها الحكومات المتعاقبة على العراق بعد العام2003م في مجال النفط لم تستطع أن تتبنى استراتيجية نفطية وطنية متكاملة في العراق تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. وقد اوصت الدراسة عدة توصيات اهمها، ضرورة رسم خطط استراتيجية شاملة للتنمية في العراق تأخذ بالحسبان تقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للإيرادات العامة ومكون رئيس للدخل القومي، باتباع سياسة التنويع الاقتصادي وتحقيق الاستقرار والعمل على إنشاء صندوق سيادي للتنمية المستدامة في العراق يمول من الفوائض النقدية لإيرادات النفط وتوزيع هذه الإيرادات على الشعب العراقي مستفيدين من التجارب الدولية في هذا المجال وإعادة استثمار جزء من الموارد النفطية في عملية تنموية فعالة تحقق عوائد مالية للأجيال الحالية والأجيال القادمة وتضمن عدم الهدر التام للثروة النفطية وضياع فرص التنمية الحقيقية وعدم حرمان الأجيال القادمة من حقها الطبيعي في هذه الثروة التي تتكفل الأجيال الحالية باستغلالها.