Abstract:
يناقش هذا البحث مفهوم التَّفنُّن كما يظهر من أقوال العلماء ، والتَّدليل على معرفة العرب في استعمالاتهم المختلفة للتَّفنُّن في الكلام ، ودواعي نقله من أسلوب إلى أسلوب . كما وقف الباحث عند شيوع هذه الظَّاهرة في النَّصِّ القرآنيِّ بوصفه جزءًا من طريقة القرآن ، بل باباً من أبواب الإعجاز .
ثمَّ انتقل إلى التَّفصيل في دواعي ذلك التَّفنُّن مستشهدًا ببعض نماذجه ومناقشتها باتِّباع المنهج الوصفيِّ التَّحليليِّ ، ممَّا قاد إلى جملة نتائج تتعلَّق بتلك الدَّواعي وهي :
الإعجاز والتَّحدِّي للعرب فيما يحسنون ؛ وليكون بذلك حجَّة عليهم - زيادة المعاني الَّتي تفيدها هذه المغايرة بين الألفاظ أو التَّراكيب - مراعاة حسن النَّظم وذلك بالتَّفنُّن في صور الكلام بما يجعله أبلغ وأجمل من حيث نظمه - مناسبة السِّياق بالمخالفة بين الألفاظ والتَّراكيب بما يتَّسق مع السِّياق الَّذي ترد فيه - التَّناسب المعنويُّ باستخدام لفظ دون آخر مراعاة للمعنى في الموضع المعيَّن- تجديد نشاط السَّامعين ، وذلك باتِّباع سنن العرب بالعدول من أسلوب إلى آخر تنشيطاً للسَّامع- كراهية تكرار اللَّفظ والصِّيغة فيما لا يقتضي التِّكرار بقصد التَّهويل ونحوه .