Abstract:
تعتبر الوظيفة هي الأساس للعملية التصميمية، وهي أول ما يؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم أي مبنى، وتنعكس هذه الوظيفة في الحيز المعماري بأنواعه (المغلق وشبه المغلق والمفتوح)، ولأهمية انطلاق العملية التعليمية في المدارس من مباني مصممة ويراعى فيها الوظيفة المعمارية بصورة جيده، يطرح هذا البحث أثر الوظيفة على الحيز المعماري للمباني المدرسية، مستعرضاً مفاهيم الحيز المعماري وأنواعه والعوامل الوظيفية المؤثرة عليها وعلى المستخدم وبيان أهميتها على المبنى المدرسي، بحيث تتمثل المشكلة البحثية في تدني المستوى التصميمي للحيز المستخدمة للمدارس وغياب مفاهيم وضوابط تصميم الحيز المعماري مما يؤثر سلباً على وظيفة المدرسة وبالتالي على العملية التعليمية فيها. ومن هنا كان تركيز البحث على مدارس الأساس بمدينة الخرطوم بحري بحي شمبات الأراضي. ولتحسين تصميم الحيز المعماري يتطلب ذلك دراسة جيدة للوظيفة وعواملها ومفاهيمها ومعرفة ضوابطها العامة والخاصة بالمدارس وتوضيح أثرها على كل نوع من أنواع الحيز المعماري في المدرسة وعلى العملية التعليمية. ويتطرق البحث الى دراسة نموذج عالمي يطبق مفاهيم الأحيزة المعمول بها عالمياً. ويعرض البحث كيفية اختيار عينات الدراسة وكيفية تحليلها وفقاً للمعايير العالمية واختيار مدى مطابقتها لتلك المعايير وأسباب عدم تطبيقها، والخروج بنتائج ومؤشرات حول واقع مدارس الأساس في مدينة الخرطوم بحري بمنطقة الدراسة من خلال إتباع المنهج الوصفي التحليلي والخروج بالنتائج والتوصيات. كشفت نتائج البحث عن صحة الفرضيات التي انطلق منها البحث، وتم التوصل الى عدد من التوصيات تمت صياغتها وفقاً للخلاصات التي خرج بها البحث والتي يذكر بعض منها كالاتي: إيقاف ظاهرة تحويل المباني التي صممت لغرض وظيفي معين الى مباني مدرسية، توعية طلاب العمارة بأهمية الحيز المعماري في المدارس، الاهتمام بدراسة الحيز المعماري (المغلقة وشبة المغلقة والمفتوحة) وفهم كل متطلباته الوظيفية والبيئية.
ويأمل الباحث أن يتم أخذ التوصيات المقترحة بعين الاعتبار عند تصميم المدارس في المستقبل أو عند تحسين المدارس القائمة. كما يوصي بمواصلة البحث في مجال الدور الوظيفي للحيز المعماري وأهميته القصوى في تحقيق التصميم المعماري المستدام.