Abstract:
الأسواق الشعبية من الموضوعات التي تتميز بخلفية تاريخية عريقة حيث اُقيمت التجارة في العصور القديمة في فراغات اللقاءات والإجتماعات نفسها وبدأت كأماكن غير محددة وتطورت لعدة اشكال منها الأغورا اليونانية والفوروم ثم تطورت حديثاً بدايةً بسوق طروادة وقاعات السوق في العصور الوسطى ثم البازارات الشرقية و كانت الأسواق في صدر الإسلام تقام حول المسجد بإعتباره مركز ديني.حتى ظهرت الأسواق الشعبية وهو المكان الذي يتم فيه بيع وشراء السلع الشعبية التي تتيح للمواطنين والمقيمين الحصول على إحتياجاتهم بأسعار بسيطة.
تكمن أهمية البحث في القيمة والإرث التاريخي لسوق امدرمان والمكانة الإقتصادية التي يحتلها بين الأسواق الأقليمية والمحلية .
ويهدف البحث إلى الإرتقاء الحضري لمنطقة سوق امدرمان حتى ينسجم مع متطلبات المدينة في الوقت الحاضر والمستقبلي عن طريق إعادة هيكلة السوق وذلك بتأهيل المنطقة وترميم الأبنية المعمارية القديمة و الموجودة فيه وإعادة الحياة للفناءات المفتوحة للمساهمة في تقوية العلاقات الإجتماعية داخل الأنسجة الحضرية ومد السوق بالخدمات اللازمة وذلك بتطبيق المعايير العالمية الخاصة بالأسواق الشعبية ليصبح منطقة جذب لجميع شرائح المجتمع من تجار ومتسوقين سياح بفئاتهم العمرية المختلفة.
ويفترض البحث أن الإرتقاء الحضري بمنطقة الدراسة يعزز من القيمة التاريخية له وأن تقوية العلاقات الإجتماعية للسوق تأتي من ترابط وتجانس الأنسجة الحضرية .
وتعتمد المنهجية المتبعة في هذا البحث على الملاحظة لجمع المعلومات الخاصة بالمباني التاريخية للسوق و الدراسة الميدانية التي أعتمدت على المقابلات لمعرفة التصورات للإرتقاء بالمنطقة ، واخيراً اتباع المنهج التحليلي بتناول وتحليلي الوضع الراهن لإبراز المشاكل والصعوبات لمنطقة الدراسة.
وقد آلت الدراسة إلى وضع مجموعة من التوصيات والمقترحات من أجل الإرتقاء والتطوير للمنطقة إتباعاً لمنهجية عدد من العلماء والنظريات للتصميم الحضري. ومن أهمها إعطاء صورة ذهنية ومعالم بارزة للشوارع والتقاطعات وإستعمال الفناءات الداخلية داخل السوق ورصف الشوارع لتسهيل حركة المتسوقين، تأهيل ألأبنية وزنك اللحمة والخضار والمحافظة على نظافة بيئتها، وإستعمال نمط معماري موحد للمباني مشابه للنمط المستخدم في بيت الخليفة وعكس جزء من الموروثات السودانية في عناصر تاثيث السوق، دمج محلات بيع الطيور ومنطقة ألعاب الأطفال لتكون حديقة طيور.