Abstract:
تقترح هذه الدراسة أن فن الخزف لم يكن منعزلاً عن الإتجاهات الفكرية المعاصرة, وأن التحولات التي شهدتها مرحلة الحداثة كان له تأثيره على جميع ضروب الفن التشكيلي, و أن مفهوم التجريب الذي إرتبط بهذا العصر العلمي التكنولوجي كان له تأثيره على فن الخزف الذي كان يعد من الفنون التطبيقية, حيث كانت القطعة الخزفية تتحدد بوظيفتها النفعية. ولكن مع بداية عصر الحداثة لم يعد فن الخزف منعزلا عن التيارات الفكرية و الفلسفية حيث أضافت التطورات العلمية و التكنولوجية و روح هذا العصر الجديد قيماً و جماليات جديدة للخزف فزادت من قيمه الشكلية و التعبيرية و بدأ الفنان الخزاف باستحداث تقنيات جديدة تعبرعن أفكاره. كما تشير الدراسة إلى أن ما بعد الحداثة بدأت في بلورة فكر جديد للثقافة و الحياة بشكل عام و للفن التشكيلي بشكل خاص, فأبتعدت عن الفردية الذاتية للفنان و أعادت الصلة بين الفنان و العمل الفني و الجمهور , كما أنها أعادت الصلة أيضاً بالتاريخ بإعتباره هو مركز الوثائق الأكثر صدقاً ووضوحاً, و أنه لا يمكن التقدم بدون تاريخ و على الرغم من أنها تخلت عن الذاتية فقد انفتحت على الثقافات العالمية فربطت فنون ما بعد الحداثة بين الماضي و الحاضر لإيجاد فن تشكيلي مختلف تنصهر فيه الثقافة و العلوم و الفلسفة و الفنون فأستطاعت أن تلغي كل الحواجز و ما على الفنان إلا أن يعبر عما يريد بالطريقة و الوسيلة التي تساعده على توصيل فكرته. و بذلك إنصهرت الحدود داخل مجالات الفن التشكيلي في فنون ما بعد الحداثة و أصبحت التقنية تلعب دوراً ثانوياً و لم يعد الفن مجرد سلعة أنما عبارة عن أفكار يمكن حفظها بالوسائط التكنولوجية المختلفة.