Abstract:
تتناول هذه الدراسة جانباً من العلاقة بين البيئة الحضرية (العمرانية) والإنسان؛ وهو تأثير بيئة السكن العشوائي على سلوكيات أفرادها. ويتمثل الهدف الأساسي لهذه الدراسة في عمل تقصي حول تأثيرات تردي البيئة العمرانية على سلوكيات أفرادها ونمط معيشتهم داخلها.
ولتحقيق هذا الهدف إعتمدت الدراسة على منهجين رئيسين المنهج الإستقرائي التحليلي في الجزء النظري والمنهج الوصفي التحليلي في دراسة الحالة. تنقسم هذه الدراسة إلى أربعة أجزاء رئيسية وهي المقدمة التعريفية، الإطار النظري، الحالة الدراسية، والنتائج والتوصيات. وقد قامت الدراسة برصد مفهوم السكن العشوائي وأسباب نشوءه وأهم سماته الحضرية والإجتماعية وأساليب معالجته. ثم توضح الدراسة مفهوم السلوك الإنساني وأنواعه وكذلك العوامل التي تشكله وتؤثر عليه. ومن ثم يلي ذلك عرض للعلاقة التبادلية بين البيئة العمرانية (الحضرية) والسلوك الإنساني في محاولة للربط بين عشوائية البيئة وتغيّر السلوك. وأخيراً تناولت دراسة سلوك الأفراد بمنطقة عشوائية؛ من خلال المقارنة بين تأثيرات المنطقة على سلوكيات الأفراد ونمط حياتهم قبل وبعد المعالجة.
وتوصلت الدراسة إلى ان بيئة السكن العشوائي تؤثر على سلوكيات قاطنيها وتتسبب في تولد أشكال تصرفات وسلوكيات وردود أفعال معينة. وان سكان أي منطقة يحاولون خلق بيئة تتلاءم معهم حتى يتمكنوا من التعايش فيها فتظهر تبعاً لذلك أشكال سلوكيات معينة وفقاً لخصائص تلك المنطقة. كما ان تأثيرات البيئة العشوائية على سلوك أفرادها ونمط معيشتهم تختلف بإختلاف سمات وخصائص ومكونات هذه البيئة سواءً عمرانية أو إجتماعية وغيرها.
وتوصي الدراسة بأهمية مراعاة المجتمع بكل خصائصه ومكوناته في عملية التخطيط والتصميم الحضري منذ المراحل الأولى. وبمحاولة تدعيم الجوانب الإيجابية في السكن العشوائي والعمل على تطويرها؛ وكمثال لذلك تدريب العمالة الموجودة للحصول على عمالة مهرة، وخلق مناطق تضم نشاطات مشتركة تعزز روح التعاون والمشاركة. كما توصي بدعم السياسات المعاونة للسكان على تحسين أوضاعهم بمناطق السكن العشوائي، والسياسات التي تنمي روح التعاون والمشاركة وتشرك هؤلاء السكان في تطوير منطقتهم.