Abstract:
يتلخص البحث في دراسة تتبع وجود المشهد الدرامي _ كواحدة من عناصر الاخراج _ في الفيلم التسجيلي/الوثائقي في السينما والتلفزيون في السودان بحثاً عن لمنهج علمي يحقق لهذا الأسلوب فاعليته ويوفير السياق المناسب لذلك، وقد وجد الباحث ان هناك مستويين في التعامل مع هذه العناصر الدرامية وهي في مستواها الأول تتعلق بكون الفيلم التسجيلي/الوثائقي مشتمل علي عناصر تتعلق بوجود القصة /الشخوص/ الحبكة/ المكان/الزمان الخ .. من ناحية وضرورات أن تعالج في سياق فيلمي يقارب حد التطابق سيناريو الدراما بمناهجه المختلفة من ناحية أخري، وقد توصل الباحث الي أن إستخلاص معايير لإستخدام المشهد الدرامي في الفيلم التسجيلي/الوثائقي يعزز من الإستفادة القصوي إعادة بناء عناصر الفيلم ( الاخراج ) بما يحقق أهدافه ويوصل رسالته لاسيما ان المتلقي السوداني تتشكل ذهنيته بتمثلات الدراما وقوة تاثيرها في فضاءات الفنون المرئية/الادائية بشكل عام والسينما والتلفزيون بشكل خاص.
ان النتائج التى توصل اليها الباحث تكمل الصورة المترسمة لافاق السينما والتلفزيون الذي نرمي اليه كاداة للتغيير الاجتماعي والثقافي المنشود في ظل تقهقر مواعين ثقافية أخري وضعف تاثير رسالتها وضمور جمهورها بشكل ملفت، مما يجد الباحث انها مساحة ان يتحرك الفيلم نحو قضايا المجتمع باسس بمعرفية لتقديم اطروحاته لاسيما الفيلم التسجيلى/الوثائقى، والذي ان تحرر من قوالبه التقليدية بحثاً عن عوالم جديد وجديرة بالتطوير فانه الاكثر تاثيراً والابلغ رسالة من ما سوء.
وقد تاكد للباحث ان الفيلم بمكوناته الفنية ومعطياته الفكرية لا يحده التصنيف المحدود والقالب النمطى الذى عرف بـــــ (الروائي / التسجيلى)، وانما هو مرشح الى انتاج اشكال وانماط جديدة مستجيبة لمستجدات فنية وفلسفية واحتياجات مجتمعية بما اسماه الباحث ( الفيلم الثالث )، ووجد الباحث ان جهود المخرجين السينمائيين وتعدد مشاربهم المعرفية اسهمت بشكل كبير فى تاسيس مناهج فى الاخراج والسيناريو، واظهرت سمات واضحة للافلام التى تحققت فى حقب مختلفة من تاريخ السينما فى السودان. لاسيما مساهمات الاخراج السينمائي عند المخرج الطيب مهدى وهى جديرة بالدراسة لما تتصف به من جدة واصالة ومنهجية.
ان قراءة وتحليل العناصر والاتجاهات الفنية للفيلم السودانى سينما/تلفزيون من جهة روائى/تسجيلى من جهة اخرى ضرورة لاستبانة المناهج وتاسيس مدارس الابداع الفيلمى السودانى علي هدي المعرفة ويقينية التجريب، يستجيب الى مشكلات المجتمع وحاجاته الثقافية فى فنون مابعد الحداثة والتى تتعامل مع التصنيف الفنى بمرونة