Abstract:
إن التغييرات التي تشهدها البيئة الحديثة للصناعة وما يصاحبها من زيادة احتياجات العملاء وشدة المنافسة يتطلب ضرورة التركيز على جودة علاقات العاملين في مجال إدارة الموارد البشرية التي تمكن منظمات الأعمال من مواجهة التحديات المستقبلية، وهو ما لم يركز عليه من الأدبيات السابقة، لذا هدفت هذه الدراسة للتعرف على مدى توافر متطلبات إدارة الجودة الشاملة في الشركات الصناعية الفلسطينية بقطاع غزة، والعلاقة بين إدارة الجودة الشاملة وجودة علاقات العاملين، وتحديد ما إذا كان التسويق الداخلي يلعب دور الوسيط في العلاقة بين توافر متطلبات إدارة الجودة الشاملة وجودة علاقات العاملين، ودراسة أثر الدور المعدل لضغوط العمل في العلاقة بين التسويق الداخلي وجودة علاقات العاملين. ولتحقيق أهداف الدراسة تم بناء نموذج الدراسة وفرضياتها اعتماداً على الدراسات السابقة ونظرية التبادل الاجتماعي لجورج هولمنز وأستخدم المنهج الوصفي التحليلي وصممت استبانة وزعت على عينة حصصية بلغت (260) موظف بالشركات الصناعية الفلسطينية العاملة في قطاع غزة، ولقد بلغت نسبة الاسترداد للاستبانات الصالحة للتحليل (91.14 %) من عينة الدراسة، ولاختبار فرضيات الدراسة تم استخدام برنامج التحليل الاحصائي (SPSS)، وقد خلصت الدراسة إلى وجود أثر بين توافر متطلبات إدارة الجودة الشاملة وجودة علاقات العاملين والتسويق الداخلي في المنظمة بصورة جزئية، كما أثبتت الدراسة وجود أثر لبعض أبعاد التسويق الداخلي على جودة علاقات العاملين، وكذلك خلصت الدراسة إلى أن بعض أبعاد التسويق الداخلي تفسر جزئيا العلاقة بين توافر متطلبات إدارة الجودة الشاملة وجودة علاقات العاملين، ولعبت ضغوط العمل دوراً معدلا في العلاقة بين التسويق الداخلي وجودة علاقات العاملين في الشركات. ولقد أوصت الدراسة بضرورة اهتمام الإدارة العليا بتوفير متطلبات تطبيق أبعاد إدارة الجودة الشاملة في جميع الاقسام، مع التركيز على العملاء ودعم الإدارة العليا واشراك العاملين والتحسين المستمر وتطوير طرق الاتصال والتواصل، والاهتمام بتعزيز جودة علاقات العاملين، وأن يكون المحور الأساسي هو تلبية حاجات العملاء الداخليين والخارجيين والعمل على تقليص ضغوط العمل وتنشيط الجهود البحثية من قبل الشركات الصناعية بهدف التعرف على التغيرات والتطورات في بيئة الصناعة الفلسطينية والعمل على مواكبتها.