Abstract:
تنبع أهمّية هذه الدِراسة في تحديد المرتكزات الفكرية لمدرسة الخرطوم التشكيلية بما تحمله من موروث حضاري وإبداعي موضوعاً وهدفاً للدراسة، وذلك لكونها قد شغلت في الفن التشكيلي السوداني حجماً ليس بالهين، وتمثل الدراسة محاولة لإضافة طابع محلي في إيجاد خصوصية للفن التشكيلي في السودان حيث أن مدرسة الخرطوم من المدراس التشكيلية السودانية والتي لم تجد حظها من التوثيق والدراسة العلمية، إلي جانب الرغبة في إظهارها والتي قد تساهم في إعطاء طابع وتميز للفن التشكيلي في السودان.
تدور مشكلة الدراسة في تأكيد مدرسة الخرطوم على خارطة التشكيل السوداني، والربط بين الجانب النظري (التراث الحضاري والمحلي بأبعاده العربية والأفريقية)، والجانب العملي (الأساليب والمفردات والرموز) لفناني مدرسة الخرطوم.
إستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لبناء إطار نظري متماسك عن الفن التشكيلي السوداني أجياله ومدارسه، بجانب إضافة معلومات عن الفن الشعبي والفلكلور والتعليم الفني.
تمّ التوصُل إلي عِدّة نتائِج أهمُّها؛ تتم معالجة المفردات التشكيلية في أعمال مدرسة الخرطوم وفق رؤية جمالية ومرجعيات فكرية كتوظيف وإستقراء التراث المحلي والحضارة والحياة اليومية برؤية جديدة وذلك لإيجاد لغة تشكيلية جديدة أصيلة معاصرة (الشرافات، وزخارف الأواني، والحلي، واستخدام المواد المحلية في البيئة السودانية مثل الخشب، وعجينة الحناء والجلود والسعف، وزخارف "العناقريب، والبروش"، والصدف ومظاهر الطبيعة والعادات والتقاليد)، وإستخدام وتوظيف الحرف العربي كمفردة تشكيلية في أعمال مدرسة الخرطوم.
كما قدمت الدِراسة العَدِيد مِنْ المُقترحات أهمّها؛ إجراء دراسات وبحوث في الفن الشعبي السوداني (فن المقاهي) لكونه فترة ساهمت وبشكل كبير في وضع الجذور للتشكيل السوداني الحديث. وتحديداً في تجربة الفنان موسي قسم السيد المعروف بجحا، القيم الجمالية للفن الشعبي السوداني (فن المقاهي) – الرسام جحا (دراسة حالة)