Abstract:
أستهل بهذه الكلمات وقد فرغت مؤخراً من ترجمة حياة مالكولم اكس ذلك الجندي المجهول في ذاكرة شعوب أفريقيا والشرق الأوسط، المناضل من منظومة الكفاح الزنجي الأمريكي ضد النظام العنصري بالولايات المتحدة الأمريكية والذي يعبر عن تجربة ومرحلة خطيرة في تاريخها.
عندما حُظيت بهذا الكتاب ترددت في قراءته والخوض في ترجمته مع زملائي المعنيين بترجمة هذه الدراسة ولكن ما إن علمت أن كاتبه هو الرقم العالمي في دوائر المؤلفات التوثيقية (أليكس هالي)صاحب (الجذور) أدركت حينها أن هذا الكتاب بغض النظر عن ترجمته جديراً بالقراءة ، لأنه حتماً من المؤلفات التوثيقية .
و فيما يلي أود أن ألخص الأسباب التي دفعتني إلى ترجمة هذا السفر الخالد في ذاكرة الشعب الأمريكي وهي:
1. تمثل الدوافع والضغوط الإجتماعية قواعد ومرجعيات لكثير من الفلسفات والأفكار وتجربة مالكولم اكس مع المجتمع الأبيض الأمريكي خير دليل على ذلك.
2. تدعو العقائد والأديان جميعها إلى الخير وسيادة اللاعنف ومع اعترافه بذلك يتفرد الدين الإسلامي بفكرة الجهاد ورد البغي والعدوان والدعوة إلى السلام من منطلق القوة ، والسيرة الذاتية لمالكولم عبرت أحداثها عن كل ذلك.
3. إن الأديان السماوية جميعها تبحث عن موطئ قدم جديد عبر استراتيجيتها الدعوية في مطلع هذه الألفية الثالثة حتى الإسلام لا يستثنى من ذلك الأمر ، فلذلك يجب أن تحدد العلاقة بين المنبع الراشد للدعوة والعوالم الجديدة المستهدفة بهذا الدين ومراجعه الدعوة بها ومن ثم تقييمها وتقويم جوانب القصور فيها ومراجعة الدعاة القائمين على أمرها, ينطبق كل ما ذكر بعلاقة مالكولم اكس بالداعية الإسلامي (أليجاه محمد).
4. أشرِّف مالكولم بهذه الترجمة ليس فقط لكونه مسيحياً اهتدى لهدى الإسلام ولكن لكونه جندياً مجهولاً ظلم التاريخ دوره في نجاح حركة الكفاح الأسود والتي توجت بإنجاز الحقوق المدنية التي نادى بها (مارتن لوثر كينق) ونال قصبها لوحده (تعدد الأبطال وكان النصر واحداً).
5. السيرة الذاتية أدب ليس مستشرِ في عالمنا الأفريقي والعربي وحتى الإبداعات القليلة في ذلك تنقصها الأمانة والشفافية في توثيق وسرد الحقائق, فيا لروعة الشفافية التي تحدث بها مالكولم عن نفسه وجلده لذاته, إنها قصة المجرم والداعر والقواد واللص وشارب الخمر ومروج المخدرات الذي تحدى نفسه وأنقذها وأصبح إنساناً صالحاً و قويماً ثم بطلاً قومياً يشار إليه بالبنان .
6. إن الإستعمار الغربي قادمٌ إلينا من جديد وعبر مسمياته الجديدة كالعولمة والنظام العالمي الجديد وعواقبهما القريبة والبعيدة المدى كالإستلاب الثقافي والحضاري وغير ذلك, فخير وسيلة للدفاع الهجوم, لذلك لا بد من الإيغال في الماضي والحاضر والمستقبل بحثاً عن حلفاء استراتيجيين في العالم الغربي يؤمنون بمواقفنا ويدعمونها وذلك لا يتم إلا عبر الترجمة.
7. وفي الختام أسأل الله أن يوفقني وزملائي الميامين لما فيه الخير للوطن وللإنسانية جمعاء.
الباحث