Abstract:
هذه الدراسة جاءت تحت عنوان: المنهج النحوي للمرادي والأشموني من خلال شرحيهما لألفية ابن مالك، وقد ركزت على الكشف عن بعض جوانب سيرة المرادي والأشموني ودراسة منهجيهما النحوي وموازنته.
تكمن أهميتها في أنها تعتمد مقارنة تحليلية لشرحين مهمين من شروح ألفية ابن مالك، إذ يعد شرح المرادي ثاني شرح للألفية بعد شرح ابن الناظم – ناهيك عن تأثر من جاء بعدهما بشرحيهما تأثراً واضحاً من خلال الاستدلال بشواهدهما الشعرية والنثرية.
فقد اقتضت طبيعة هذه الدراسة أن تتكون من خمسة فصول وتحت كل فصل عدد من المباحث
وكان من ثمار هذه الدراسة:
1- أنَّ الشارحين- المرادي والأشموني- يتفقان في الغاية التي يهدفان إليها، وفي الطريقة التي أتَّبعاها لتحقيق تلك الغاية؛ يتفقان في أنَّهما يشرحان الألفية، وأنَّهما لا يكتفيان بمادتها بل يزيدان عليها، كلٌّ حسب طريقته، فيأتيان بآراء النحاة المتقدمين والمتأخرين منهم في أحيانٍ كثيرة، ويأتيان بكثيرٍ مما أغفله الناظم فينبَّها عليه.
2- أنَّ أول ما يطالعنا من مميزات مذهب المرادي أنَّه كان مستقلاً في فكره وأسلوبه، ومال إلى التجديد والابتكار، فقد اعتمد على أن يعرض آراء ابن مالك في شرحه مؤيداً أو معارضاً، وأنه كان يعرض آراء بعض النحاة على سبيل المقارنة والتوضيح، ولما نال هذا العمل إعجاب بعض النحاة ولاسيما الأشموني نهج نهجه وأتبع سبيله – فنراه يسأل ويجيب وأفرد مسائل في تنبيهات اقتداءً بالمرادي.
3- مال الشارحان إلى الأسلوب التعليمي مع استخدام العبارة السهلة، عدا بعض الحالات التي يميل فيها الأشموني إلى المنطق والتعليلات بسبب اشتغاله بعلم الفقه.
4- ظهر حرص الشارحين خلال الدراسة على الاحتجاج بالقرآن الكريم وقراءاته، والاستفادة من الشواهد الغزيزة، إذ لم يستثنوا قراءةً من قراءاته المتواترة والشاذة، فكلَّ القراءات حجة في النحو.
5- يمتاز الشارحان بالجمع بين مذاهب النحاة بصريين وكوفيين ومغاربة، ولكن السمة الغالبة عليهما هي ميلهما إلى المذهب البصري.