Abstract:
أصبحت المباني العالية منذ تسعينات القرن العشرين وخلال العشرة سنوات الأولى من القرن
الواحد و العشرين من منشآت الحضارة والتمدن ، تتفاخر البلدان بأعلى النتائج التقنية التي توصلت
إليها في تصميمها من حيث الإرتفاع ، ليس ذلك فحسب بل أصبحت بعض المباني العالية تعتبر
رموز ا لمناطقها ، بعضها اصبح كذلك نتيجة تميزها التقني في الإرتفاع .
و بذلك يعد البحث وقفة لمعالجة مشاكل مركز المدينة المعاصرة التي تتوجه نحو اعتماد المباني
العالية ضمن رؤية لتصميم حضري عمودي جديد ، و الذي من المتوقع أن تتجه مراكز مدننا
العربية نحو اعتماده في السنوات القليلة القادمة .
من هنا جاءت ضرورة دراسة هذه المباني وتحديد طبيعة تأثيرها وتأثرها بالبيئة المحيطة على
الصعيد العمراني والبيئي والحضري والإجتماعي . وتتجسد مشكلة البحث العامة بعدم توفر اطر
معرفية حول محددات التصميم المعماري للمباني العالية ، اما المشكلة الخاصة فتتحدد بعدم توفر
المعرفة بأطر شمولية عن مدى تحقيق التكامل بين المستويين المعماري والحضري في عمارة
المباني العالية بشكل عام ، في حين تتحدد المشكلة البحثية بعدم توفر الأطر الشمولية في الدراسات
المعمارية عن مدى واهمية تحقيق التكامل بين المستويين المعماري والحضري للمباني العالية في
مراكز المدن وتأثير ذلك على اغناء السياق الحضري . وحدد هدف البحث الرئيسي بتوفير المعرفة
حول المباني العالية و الخروج بمؤشرات تصميمية للتكامل الحضري للمباني العالية.
لقد تم يعتمد البحث على العمل بمحوريين أساسيين هما المحور النظري يعتمد على دراسة
المحددات والمعايير التصميمية للمباني العالية ضمن الخصوصية الحضرية بصفة عامة واستخلاص
عدة محددات أساسية تساعد هذه المباني على تحقيق أقصى كفاءة للاداء الوظيفي والجمالي الذي
يتكامل مع المحيط الحضري . اما المحور التحليلي فيعتمد على دراسة المباني العالية في مركز
الخرطوم ضمن نسيجها الحضري ومحاولة تقصي المؤشرات الأساسية المستخلصة من الإطار
النظري للبحث والخروج بآليات تصميمية للمباني العالية ضمن الخصوصية الحضرية ، و نتيجة
لهذه الدراسة تم وضع حلول لكافة المشاكل الحضرية لمنطقه الدراسه التي تعاني من فوضي في
التشكيل الحضري و ذلك لعدم مراعاه العوامل الإقتصاديه والإجتماعيه والبيئيه في التصميم
الحضري للنسيج العمراني .