Abstract:
إن الواجهات المائية تلعب دوراً حيوياً وفعالاً في التشكيل البصري للمناطق المطلة على الأنهار بما فيها نهر النيل، كما تتأثر هذه الواجهات بمجموعة من المؤثرات والتي تساهم في تكوين وتشكيل الخصائص التشكيلية لها. فالبيئة الطبيعية للأنهار تؤثر بشكل واضح على الواجهات المائية من خلال تكوين وتشكيل العناصر البصرية، وبخلاف ذلك تؤثر على المجتمع ببيئته وما تمثله من أبعاد إجتماعية وثقافية إلى جانب ماتشكله البيئة من بعد حضاري وتراثي، فكل هذا له تأثير على التشكيل البصري للواجهات المائية، وأيضاً تأثير المجتمع على الأنشطة وإستعمالات الأراضي المختلفة للواجهات المائية وهذا مايهتم به محور هذا البحث في دراسة التشكيل البصري وتأثيره على الواجهات المائية والذي يعتبر خطوة رائعة في سبيل تطوير المشهد الحضري والبيئة الحضرية لتلك الواجهات.
يهدف البحث إلى دراسة التشكيل البصري وأثره على الواجهات المائية (وجوده، تكوينه، تأثيره) (الواجهة المائية المطلة على الساحل الغربي لمدينة أم درمان، المنطقة المحصورة بين كبري النيل الأبيض جنوباً وطابية أم درمان شمالاً) ، وضع منظومة من المؤشرات التصميمية التي تضمن لعمران الواجهات المائية الحضرية تحقيق أفضل إستغلال ممكن.
تتمثل مشكلة البحث الأساسية في عدم تحديد الذوق العام وغياب الصورة الصورة الواضحة للواجهات المائية، وعدم الإهتمام بشريط النيل. وكذلك فقدان المظهر العمراني وعدم وجود تجانس وتكامل بصري واضح وفقدان التشكيل البصري للواجهات المائية وغياب الطابع التراثي وضعف الربط بين الواجهات المائية والنسيج العمراني بالمنطقة. إفترض البحث إمكانية فهم التشكيل البصري من خلال أربعة محاور هي:
1- محور مفردات التشكيل البصري: إفترض البحث فقدان التشكيل البصري في منطقة الدراسة وسبب ذلك هو فقدان الأسس والمعايير التخطيطية والتصميمية.
2- محور الصورة البصرية: إفترض البحث فقدانها بسبب عدم المعالجة البصرية.
3- محور عنصر العمارة: إفترض فيه البحث أن التشكيل البصري هو الإلتزام بآليات النظام والشكل المعماري والأشكال بصفة عامة.
4- محور تطبيق تطبيق الأسس والمعايير للتصميم الحضاري للواجهات المائية.
وإستخلص البحث من خلال الدراسة أن التشكيل البصري يؤدي إلى إيجاد صورة بصرية جديدة يسهل إدراكها والتمتع بها والتعامل معها.
كما إعتمد البحث الدراسة التطبيقية لرصد مظاهر التدهور العمراني والبيئي في منطقة الدراسة ( المنطقة المحصورة بين كبري النيل الأبيض جنوباً إلى طابية أم درمان شمالاً)، وذلك من خلال تحليل حالة الدراسة وتحديد أوجه القصور فيها من خلال إسقاط كل ماتم تناوله في الدراسة النظرية على منطقة الدراسة. ومن ثم محاولة إختبار فرضيات الدراسة فيها ومحاولة معرفة تحول كل عنصر تجاه التشكيل البصري للواجهات المائية. وإستخلص البحث عدم وجود التشكيل البصري في منطقة الدراسة، وأن التشكيل البصري يؤثر على الواجهات المائية ويؤدي بدوره إلى تطويرها وترقيتها.
ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن فقدان المنطقة لوضوح خصائص التشكيل البصري ، يفقدها الرؤية البصرية المريحة ويشكل لدى المشاهد شعوراً بإنخفاض قيمة المكان وبالتالي الحاجة إلى تغييره، حاجة منطقة الدراسة إلى عناصر جاذبة تكسبها مزيداً من الهوية وتحقق لسكان المنطقة عائداً إقتصادياً، وتضعها في بؤرة الإهتمام كما تعيد للسكان الشعور بالإنتماء. و كان ختاماً محاولة الخروج بتوصيات تساعد في التطوير والإرتقاء بالمنطقة أهمهاإعادة النظر في قوانين البناء السائدة بهدف محاولة الوصول إلى فكر يحقق متطلبات البيئة العمرانية ذات القيم الحضرية والجمالية وأهمية وجود الطابع المعماري المميز الذي يتوافق مع الهوية الحضارية لكل الواجهات المائية، تحديد إستعمالات الأراضي للواجهات المائية القائمة بما يلبي الإحتياجات الحالية والمستقبلية من العناصر التخطيطية اللازمة، إشراك المستخدمين في العملية التشكيلية والتكوينية حتى يتسنى لهم تحقيق متطلباتهم الجمالية في التشكيل البصري المعماري لضمان إستمراريته .