Abstract:
تناولت الدراسة فى الاطار النظرى تخطيط المدن - مفهومه ومعاييره، ومفهوم المدينة وتصنيفات المدن وكيفية نشاتها ومراحل نموها وعوامل تمددها مع الزمن , وكذلك تطرقت الدراسة الى نظريات النمو العمرانى للمدن الكبرى والنظريات العلمية للمراكز الحضرية الكبرى وايضا مفهوم المدن الكبرى من وجهة نظر المخطط اليوناني دوكسيادس (Doxiadis) ، بالاضافة الى توضيح الفرق بين النظرية والتطبيق ( المصطلحات والمفاهيم الاساسية ).
ايضا شملت الدراسة تخطيط مدينة الخرطوم الكبرى وتطوره التاريخى وأشكال الخطة الداخلية ومحاولات التطوير والتحديث ومشكلاته ومستقبله, وتلخصت المشكله فى إختلاف قواعد التخطيط وأغراضه بين ظروف النشأة ودواعى النمو والتطوير فى المدينة وافتقار التخطيط العمراني في السودان إلى الشمول والتوازن والمرونة.
بالاضافة الى ذلك توصلت الدراسة إلى تشخيص وتحديد مشاكل المخطط الهيكلى الاول الذى اعدته شركة دوكسيادس فى العام 1958م وتحليل وظائف استخدام الأرض فى ضوء علاقات مكانية متكاملة ومتبادلة فيما بينها بواسطة تخطيط متوازن من حيث المساحة والوظيفة,ايضا دراسة النظرية التى اعتمدها دوكسيادس لنمو المدن المدن الكبرى ومراكزها الحضرية ونقد تلك النظرية علميا وتطبيقيا من خلال عدة عوامل مرتبطة بالاساس النظرى والعوامل الطبيعية والعمرانية المؤثرة على التطبيق العملى للمخطط الهيكلى .
وجاءت أهمية الدراسة من تغطيتها للموضوع بمختلف الجوانب بتحليل العناصر المتعددة للموضوع بمفهومه ودواعيه ومشكلاته وترسيخ أسس يقوم عليها التخطيط فى البيئة الحضرية السودانية ممثلة فى العاصمة للخروج برؤى تساعد فى إصلاح العيوب, استخدم الباحث المنهج التحليلى النقدى والمنهج الاحصائى – الاستبيان كاداة للدراسة الاحصائية -
ومن أهم النتائج ان نظرية دوكسيادس لم تكن مناسبة فى الاصل لموقع مدينة الخرطوم الطبوغرافى ،وان نظريتة لا تصلح ربما الا فى المناطق المنبسطة فقط ، كذلك فان دوكسيادس لم يحترم انسان المنطقة ولا هويته ولا الثقافة التى يحملها انسان السودان عندما حدد مساحات الاراضى واستخدامات الارض ومحاور الامتداد للعاصمة وشبكة الطرق والخدمات .
قدمت الدراسة طرحا علميا للخطط التى تلت مخطط دوكسيادس الاول رغم انها لم تكن الا مخططات هيكلية للمعالجة واغفلت ان الاساس النظرى فى الاصل لم يكن صحيحا وهو امر يستدعى وضع اسس نظرية علمية جديدة ، لهذا كان الناتج تخطيطا عشوائيا بحق .
ايضا اكدت الدراسة على ان القوانين التخطيطية لها بالغ الاثر فى الوضع الذى تؤول اليه مدينة الخرطوم تخطيطيا فى اطار المدى الزمنى الموضوع للخطط لتصل لاهدافها وحيثما وجدت قوانين ضعيفة وغير فعالة ولا تتماشى مع التقدم التكنولوجى والعلمى توجد بالتاكيد مخططات فاشلة ، غير ان الدراسة كذلك حملت المسئولية للسياسات المتقلبة والنزوح الحروب بالمنطقة التى اثرت على سير تلك الخطط فى الاتجاه الصحيح ولكن لا يمكن ان نغفل ان اى مخطط يعرف باوضاع المنطقة غير المستقرة كان لابد له من وضع الخطط البديلة لضمان النجاح لمخططه .
شملت الدراسة الاحصائية عينة البحث التى تضم المختصين اصحاب الراى والقرار بالجهات ذات الصله علميا كاساتذة كليات هندسة العمارة والتخطيط والمحاضرين والمصممين الحضريين وطلاب العمارة والتخطيط وهم كذلك من عامة سكان العاصمة الخرطوم، اى ان اصداء اراءهم التى عبروا عنها من خلال الاستبيان تعد مؤشراً مهما وهو ما جاء متفقا مع ما اوردته الدراسة نقدا وتحليلا لمخطط دوكسيادس للعاصمة الخرطوم فى العام 1985م واثر ذلك على الوضع الحالى والمستقبلى اذا لم تتم معالجة النظرية العلمية الاساسية والجوانب المتعلقة بالتطبيق السليم فى انفاذ المخططات الحالية للعاصمة .