Abstract:
تناول البحثُ ترتيب عناصر الجملة وأثرُهُ فى الدَّلالة فى موطأ الإمام مالك بن أنس ، دراسة وصفيَّة لعناصر جملة الحديث النَّبوى الشَّريف فى صِياغاتِها المختلفة، من حيثُ وظيفتها العَّامَّة ، خبريَّة (اسمِيَّة أو فِعْليَّة ، مثبتة أو منفيَّة ، أو مؤكَّدة أو شرطِيَّة أو ظرفِيَّة ) أو (إنشائيَّة). حيثُ تكون قرينة الإسناد مِحْوَر أساسِى فى تنوعها ، على وجه الإنشاء أو الإخبار ، أو الإثبات أو النَّفى ).
حيثُ قامت الدِّراسة فى الموطأ بالنَّظر فى الرُّتبة والمقام والسِّياق اللُّغوى لعناصر الجملة ،بالمقابلة بين الرُّتبة الأصليَّة والعارضة لأثر كُلٍّ فى الدَّلالة ، بوصف عناصر الإسناد الأساسِيَّة فى الجملة ، وعلاقة قُيُودها بعناصرها المِحْوَريَّة بمراعاة البنية الصَّرفِيَّةوالسِّياق اللُّغوى والمقام . وثبت أنَّ مِعْيار الجملة إتمام المعنى وتوفُّر الإسناد . وتأكَّد أنَّ للجملة المفيدة ثلاثة أركان لغويَّة ؛ (المسند)(والمسند إليه) (والفضلة)، وهو عُنْصُر غير أساسى تستقِلُّ الجملة بدونه ؛ لكنَّهُ فى بعض الموضِع يدعُو المقامُ لذكرهِ ، لأنَّ الفائدة تنعقِد عليهِ . كما قابل البحثُ بين الذِّكر والإظهار ، والحذف والإضمار فى عناصِر الجملة الأساسِيَّةوقيودها فى الموطأ . حيثُ تأكَّد أنَّ الحذف لا يستقيمُ فى كُلِّ مقام ،فيكونُ الذِّكر ضرورة يقتضيها المقام . وفيما تناولته الدِّراسة تأكَّد أثر التضمين فى الدَّلالة ،فى الأسماء والأفعال والحروف، وأثر الاعتِراض فى الدَّلالة بالمفرد والجملة وشِبه الجملة .كما ثبت للدِّراسة أنَّ (للقطع) مقام، (وللوصل والعطف)مقام، (وللفصل والاستئناف) مقام؛ لأنَّ لكلِّ مقامٍ مقالٌ يحسُنُ فيهِ. فالتفاضُل فى صِياغة المعانى؛ بترتيب عناصر الجملة؛ لأنَّه طريق الدَّلالة. لأنَّ تغيير ترتيب عناصر التركيب؛ يُؤدِّى إلى تغيير الدَّلالة. وإنَّ المقام الَّذى ورد فيهِ الحديث؛ يُعادِلُ فى أهمِيَّتِهِ السِّياق اللُّغوى؛ الَّذى يُحدِّد دلالات الكلمة من خِلال علاقات عناصر التركيب. لأنَّ للمقام أثرُهُ فى اختِيار عناصر التركيب ؛ لأنَّها مبانى الكلام. بهذا تأكَّد للدِّراسة أثر البنية الصَّرفِيَّة والاشتِقاق والمشترك اللَّفظى والتَّرادف والتَّقابل والتَّضاد فى الدَّلالة. وأنَّ تعَدُّد المقامات واختِلاف المناسبات التى ورد فيها الحديث؛ أدَّى لتعَدُّد الأنماط والأبنية فى تراكيب الجُمل ، فتنوَّعت الدَّلالات، لأنَّ لكُلِّ حديثٍ نمط من الجمل يُناسِبُهُ، ممَّا يدُلُّ على أثر الحديث النَّبوى الشَّريف فى تطور الدَّلالة؛ بتضييق المعنى أو توسيعه؛ ممَّا يُؤكِّد مطاوعة اللُّغة لأساليب التعبير التَّى يفرضُها المقام . فالعلاقة بين الشَّريعة واللُّغة العربيَّة وثيقة، لذا قام البحثُ بتوظيفها فى دراسة جملة الحديث ليقف على دلالتِهِ بالفهم الصَّحيح. * فى الخِتام، نسأل الله أنْ يجعلهُ عملاً متقبَّلاً ، يُنْتفعُ بهِ، وأنتفِعُ بهِ .