Abstract:
هذا البحث هو ترجمة للصفحات 53 - 99 من كتاب " التعليم الدامج في منطقة الشرق الأوسط " الذي يناقش مشكلة اجتماعية وتربوية في غاية الأهمية ألا وهي دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العادية في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج. وقد تطرق الكتاب لتجارب تسعة من البلدان وهي الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، وقطر، والكويت، ومصر، وتونس وفلسطين.
وعلى الرغم من الجهود المقدرة التي تبذلها هذه البلدان، إلا أنها واجهت العديد من المشكلات مثل قلة تدريب المعلمين ، وضعف توعية الأقران، وقلة الدعم القانوني، وضعف التعاون بين الآباء والمدرسة، والحاجة للتخطيط الواعي، وتطوير مجتمع متعلم، ونقص المعرفة المهنية والمجتمعية.
وقد ألقى ذلك الوضع بظلاله السالبة على ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف مستوي إعاقاتهم، بحرمانهم من إكمال دراستهم، وبالتالي حصولهم على وظائف مناسبة سواء في القطاع الحكومي او الخاص. ولا أدل على ذلك ما جاء على لسان عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة في السلطة الفلسطينية وهم يروون معاناتهم الشخصية في هذا الصدد.
ويشير الكتاب إلى إن الثقافات التي تتبنى أنظمة قائمة على عزل ذوي الاحتياجات الخاصة من المدارس العادية لا تدرك أهمية الدمج ولا ترحب به أبداً، وعلى الرغم من الدعوة الحالية والواضحة تجاه الدمج في منطقة الشرق الأوسط المتفردة، والمضيافة وإن كانت تعيش حالة من القلق والاضطراب، إلا أنه وحتى الآن لم تحدث التطورات الجدية المتعلقة دائماً بالسياسات والإجراءات الشاملة.
ويخلص الكتاب إلى أن تبني النهج القائم على الحقوق في تطوير السياسات سيجعل هذا العالم في متناول الجميع، مما يشجع المدافعين عن هذه الحقوق وعائلات هؤلاء الأشخاص على الدعوة لحقوقهم بدلاً من الحلم بعالم خيالي. ويؤكد أيضاً أن الأطفال هم من يقع على عاتقهم صناعة المستقبل، بغض النظر عن نقاط قوتهم او نقاط ضعفهم، تجسيداً للشعار العالمي (الأطفال الذين يتعلمون معاً، يتعلموا أن يعيشوا معاً).