الإدارة الإلكترونية وأثرها على الكفاءة الداخلية في أسواق الأوراق المالية الناشئة

Abstract

سعت هذه الدراسة إلى البحث في أثر التحول الإلكتروني – من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية – على الكفاءة الداخلية – التشغيلية - لأسواق الأوراق المالية الناشئة،. وقد ركزت الدراسة على الكفاءة الداخلية لهذه الأسواق وما يمكن أن يحدثه التحول الإلكتروني على بنودها التي تشترك فيها مع الأسواق المتقدمة والمتمثلة في الشفافية والعدالة، وثقة المتعاملين بالبورصة، وأحجام التداول، والسيولة عمقاً وأتساعاً، وجذب المستثمرين الأجانب، وانفتاح البورصة على العالم. كما تم بحث أثر التحول الإلكتروني على بنود خاصة بالأسواق الناشئة فقط تم رصدها من خلال دراسة الأدبيات المالية التي تناولت الأسواق الناشئة وهي إقبال الشركات على التسجيل بالبورصة، وحماية المستثمرين وتمكينهم من إدارة مخاطرهم، والمشاكل والعوائق الإدارية ، ومشاكل الإفصاح والتسوية والتقاص والحفظ، وكفاءة شركات الوساطة المالية، وأخيراً مدى مواكبة البورصة لسمات العصر. وقدم الباحث في رصده لبنود الكفاءة الداخلية في أسواق الأوراق المالية الناشئة مفهوماً جديداً للكفاءة الداخلية أطلق عليه الباحث الكفاءة الشاملة.

تكونت الدراسة من تسع فصول، ناقش فيها الفصل الأول الإطار العام للدراسة، وناقش الفصل الثاني والثالث الإدارة الإلكترونية ومتطلباتها، كما ناقش الفصل الرابع والخامس أسواق أوراق المال المتقدمة والناشئة والاستثمار فيها، ثم تناول الفصل السادس والسابع الكفاءة في الأسواق المالية المتقدمة والناشئة وعلاقتها بالتحولات الإلكترونية تقديم مفهوم جديد للكفاءة في الأسواق الناشئة، وأخيراً تناول الفصل الثامن والتاسع التعريف بالاقتصاد المصري والبورصة المصرية باعتبارهما البيئة التطبيقية للبحث وأجراء الدراسة التحليلية والتطبيقية عليها.

وقد توصل الباحث للنتائج التالية: 1- صحة الدراسات التي أجريت على الأسواق المتقدمة في الأسواق الناشئة . 2- إن التحول الإلكتروني يساعد على التخلص من العديد من المشكلات والعوائق الإدارية بالبورصة ويحل مشكلات التسوية والتقاص والحفظ كما انه يشكل ضغطاً على الشركات للإفصاح عن ميزانياتها. 3- أن التحول الإلكتروني عمل على استنهاض العديد من الشركات للتسجيل بالبورصة. 4- أن التحول الإلكتروني قدم حماية أضافية لمستثمرين من خلال أمكانية اطلاعهم على مجريات السوق آنياً ومن ثم تمكينهم من إدارة مخاطرهم بسهولة ويسر. 5- أجبر التحول الإلكتروني في البورصة شركات الوساطة المالية على الارتقاء بأدائها مهنياً حتى تتوافق وتتواءم مع مجريات السوق. 6- أن التقدم في التحول الإلكتروني في البورصة جعل منها أكثر مواكبة لسمات العصر.

وقد قدم الباحث العديد من التوصيات للبورصات الناشئة عامة والبورصة المصرية خاصة أهمها: (1) أن الكفاءة الداخلية – التشغيلية – بالبورصة تتأثر تأثراً إيجابياً كبيراً بالتحول من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية، وعلى البورصات الناشئة المضي قدماً نحو الإدارة الإلكترونية وتحديثها أولاً بأول. (2) يجب أن ينظر لمفهوم الكفاءة في البورصات الناشئة من خلال منظور الكفاءة الشاملة، فإن هذا المفهوم أكثر مناسبة لبيئة البورصات في البلدان الناشئة. (3) ضرورة انفتاح البورصات الناشئة على العالم لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إليها، ولن يتم ذلك بالتحولات الإلكترونية فقط وإنما بمصاحبة ذلك بالعديد من التشريعات والإجراءات. وقد خص الباحث البورصة المصرية بالعديد من التوصيات أهمها: (1) تتمتع البيئة الاستثمارية في مصر بحركة تصحيحية منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، وتوصي الدراسة بتقييم التجربة في الخمسة عشر عاماً الأخيرة للاستفادة منها (2) ساعدت التحولات الإلكترونية في البورصة المصرية على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية إليها إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الجهد في الربط الإلكتروني بين الجهات المرتبطة بالبورصة مثل وزارة الاستثمار وهيئة سوق المال ومصلحة الضرائب. (3) تعاني البورصة المصرية من أن معظم المتعاملين فيها من المدن الكبيرة فقط، لذلك توصي الدراسة بالاستفادة من التحولات الإلكترونية في ربط البورصة بكافة أنحاء الجمهورية.