أثر العمل بأسس تجارية على اداء المؤسسات العامة الاقتصادية فى السودان

Abstract

بعد أن عانت ا لمشروعات العامة الاقتصادية من الركود والأداء المتواضع خلال ردح من الزمن ، ظهرت الحاجة إلى إيجاد وتطبيق أساليب جديدة ، لادارة هذه المشروعات للنهوض بها حتى تؤدي دورها الفعَّال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتكاملة . ولقد جرت عدة محاولات لتطبيق أساليب جديدة ، وكان من أهمها تغيير أسلوب الإدارة في المشروعات العامة ، من أسلوب الإدارة العامة والتي تجعل المؤسسة أو المشروع يرتبط ا دارياً وفنياً ومالياً بالهيكل الأساسي للدولة ، إلى أسلوب إدارة الأعمال والتي تمنح المشروع أو المؤسسة القدر الكافي من الاستقلالية والمرونة ، لتعمل على أسس تجارية . وقدم هذا البحث بهدف تقييم تجربة إعادة هيكلة المشروعات العامة لتعمل على أسس تجارية في السودان ، والتي بدأت في الانتشار منذ مطلع تسعينات القرن المنصرم ، حيث شملت هذه التجربة العديد من المؤسسات والمشروعات العامة ، وكان من ضمنها شركة السكر السودانية ، و عليه اتخذ الدارس من هذه الشركة أي شركة السكر السودانية حالة يمكن أن تعمم نتائج الدراسة التي أجريت عليها على العديد من المؤسسات العامة الأخرى . وقد اشتمل هذا البحث علىالمقدمة , ثم ثلاث فصول , احتوى الفصل الاول على ثلاث مباحث واحتوى كل من الفصلين الثانى والثالث علي مبحثين واخيرًا الخاتمة. و تحدث الفصل الأول عن مفهوم إدارة المشروعات العامة ، وذلك من خلال شرح مبسط لمفهوم الإدارة وتقنياته ومراحله العملية في المبحث الأول ، وتناول في المبحث الثاني تعريفات وتصنيفات مختلفة للمشروعات،وكذلك تعريفات بعض الكتاب المهتمين بالمشروعات العامة ، ومن ثم التمييز بين المشروع العام والمرفق العام . أما المبحث الثالث فقد تناول التحول من أساليب الإدارة العامة إلى أساليب إدارة الأعمال في المشروعات العامة ، وقد جاء ذلك من خلال تعريف أساليب الإدارة ا لعامة وخصائصها ، و تناول نماذج واشكال الأجهزة العامة واهدافها ومصادر تمويلها ، وكذلك تناول مفهوم إدارة الأعمال وبيان طبيعة اساليبها ومميزاتها ومن ثم تناول النماذج و الأشكال القانونية لمنشات الأعمال في المبحث الثاني . وتناول الفصل الثانى تطور المشاريع الإنتاجية في السودان ، وقد خُصص المبحث الأول من هذا الفصل لعرض التطور التا ريخي للبنية الإنتاجية في السودان ، حيث قسم إلى ثلاث مراحل ، وهي فترة الحكم الثنائي وما بعد الاستقلال , ثم فترة ما بعد الاستقلال حتى نهاية الثمانينات حيث سيطرت المؤسسات العامة على الأعمال الاقتصادية في هذه الفترة ، واخيرًا فترة التسعينات من القرن الماضي وحتى الآن ، وقد شهدت هذه الفترة تحولاً كبيراً في أساليب إدارة المشروعات العامة وقد اعتمدت الأسس التجارية لتشغيلها . أما المبحث الثاني فقد تحدث عن شركة السكر السودانية مبيناً الخلفية ا لتاريخية لمنشأتها وتطورها وكذلك متحدثاً عن وحداتها المنتجة والمساعدة ومن ثم هياكلها الإدارية. وتناول الفصل الثالث التحليل الاحصائى واختبار فرضيات الدراسة وقد اشتمل على الدراسة الميدانية في المبحث الأول , حيث تناول مجتمع وعينة الدراسة واجراءات البحث الميداني, وتناول المبحث الثانى تحليل وعرض البيانات ومن ثم اختبار الفرضيات . واخيرًا وردت خاتمة الدراسة التى اشتملت على عدد من النتائج من واقع الدراسة العملية والنظرية , وكذلك احتوت عدد من التوصيات الخاصة والعامة , من اهمها توصية الدارس بان تطبق تجربة اعادة الهيكلة التى نجحت فى تحسين الاداء العام لشركة السكر السودانية علي مشروعات عامة اخرى.