استراتيجيات تعليم التفكير الناقد في تدريس اللغة العربية وعلاقتها بالتحصيل

Abstract

تهتم هذه الدراسة بمعرفة الاستراتيجيات التي يستخدمها المعلمون لتنمية مهارات التفكير الناقد في تدريس اللغة العربية في مدارس القدس الشرقية، وعلاقة ذلك بتحصيل الطلاب وبعض المتغيرات لدى المعلم. حيث تعتبر تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب هدفاً أساسياً يجب أن يسعى إليه المعلمون في زمن يتصف بالانفجار الكمي الهائل للمعلومات، حيث لم يعد يمكن القبول أبداً بالأسلوب التلقيني التقليدي في التعليم الذي يقوم على حفظ الطلاب للمعلومات وترديدها دونما فهم أو تمحيص. وتهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة البحثية التالية: 1-ما استراتيجيات التفكير الناقد التي يتبعها المعلمون في تدريس اللغة العربية في مدارس القدس العربية ؟ 2- هل هناك علاقة بين الاستراتيجيات التي يتبعها المعلمون في صفوفهم وبين المستوى التحصيلي للطلاب؟ 3-ما علاقة الاستراتيجيات المستخدمة ببعض المتغيرات لدى المعلمين مثل: الجنس، عدد سنوات الخبرة في التعليم، الدرجة الأكاديمية، التأهيل التربوي، ونوع المدرسة ( خاصة أو حكومية) ؟ استخدمت الباحثة المنهج التجريبي في هذه الدراسة، ومن أجل الإجابة عن هذه الأسئلة وفحص النظريات المنبثقة عنها استخدمت الباحثة أداتين وهما: الاستبانة التي تفحص مدى استخدام المعلمين لاستراتيجيات التفكير الناقد في تدريس اللغة العربية، والأداة الثانية عبارة عن اختبارين قبلي وبعدي، لقياس مدى التغير في تحصيل الطلاب بعد أن قامت الباحثة بتدريس المجموعة التجريبية وحدة دراسية باستخدام استراتيجيات تعليمية تهدف إلى تنمية مهارات التفكير الناقد. تكونت عينة الدراسة من 113 معلماً ومعلمة للغة العربية في مدارس القدس الشرقية. أما عينة الطلاب فقد كانت عبارة عن طلاب صفين من صفوف التاسع في مدرسة ثانوية في القدس الشرقية، أحد هذين الصفين مثل المجموعة التجريبية والثاني المجموعة الضابطة. تم تطبيق أدوات البحث في العام الدراسي 2006/2007. بعد جمع البيانات اللازمة للدراسة، تم إجراء التحليل الإحصائي المناسب لها، حيث استخدمت الباحثة الإحصاء الوصفي، الأعداد والتكرارات، والنسب المئوية، والمتوسطات، والانحرافات المعيارية، واختبار t-test للمجموعات المترابطة والمستقلة وتحليل التباين.

وقد توصلت الباحثة إلى النتائج التالية المتعلقة بأسئلة وفرضيات الدراسة: 1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تحصيل الطلاب في المجموعة التجريبية بين الاختبارين القبلي والبعدي على اختبار التفكير الناقد. 2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في كل من بعدي التخطيط واستراتيجيات التعليم، وذلك لصالح الإناث. 3- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مهارات التفكير الناقد لدى المعلمين تعزى إلى اختلاف الخبرة. 4- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مهارات التفكير الناقد لدى المعلمين تعزى إلى الدرجة الأكاديمية. 5- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مهارات التفكير الناقد لدى المعلمين تعزى إلى التأهيل التربوي، وذلك على بعدي التعلم/الدافعية واستراتيجيات التعليم لصالح التأهيل التربوي. 6- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مهارات التفكير الناقد تعزى إلى نوع المدرسة (حكومية/خاصة).

وانتهت الدراسة بعدد من التوصيات اعتماداً على نتائج الدراسة، وهي: 1- أن تعد الجهات المسئولة في وزارة التربية والتعليم برامج تأهيل خاصة للمعلمين في موضوع التفكير الناقد، على أن تتضمن هذه البرامج: أ. التعريف بالتفكير الناقد وأهميته. ب. التعرف على الاستراتيجيات المختلفة في تدريس التفكير الناقد. ج. دورات تدريبية خاصة للمعلمين في استخدام استراتيجيات التفكير الناقد في تدريس المواضيع المدرسية المختلفة. 2- أن يوفر المعلمون الجو النفسي المناسب لتنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب، من حيث حرية التعبير عن الرأي، والتفكير، والاحترام، والتعزيز.

3- أن يتيح المعلمون للطلاب في الصفوف الدراسية فرص التدريب والممارسة الفعلية للتفكير الناقد.

4- أن يستفيد المربون والمعلمون من البرامج المعروفة الهادفة إلى تنمية مهارات التفكير عند المتعلمين مثل برنامج مهارات التفكير Thinking Skills Program وبرنامج القبعات الست Six Thinking Hats وبرنامج مؤسسة البحث المعرفي (CORT) Cognitive Research Trust وغيرها من البرامج.

وبناء على نتائج الدراسة أيضاً قدمت الباحثة المقترحين التاليين: 1-أن تجرى دراسات أخرى حول استراتيجيات التفكير الناقد في إطار المواد الدراسية المختلفة. 2- أن تجرى دراسات أخرى تربط بين الميول نحو التفكير الناقد ومهاراته، وذلك لأهمية الميول نحو التفكير الناقد في اكتساب مهاراته وتنميتها.