النماذج القياسية ومدي فعاليتها في التخطيط الاقتصادي بالتطبيق علي الطلب والاستهلاك للطاقة الكهربائية في السودان ( الفترة 1987م -2006م)

Abstract

تهدف هذه الدراسة لمعرفة مدي فعالية النماذج القياسية بإعتبارها آداة من أدوات التخطيط الإقتصادي، وبغرض وضع خطة واضحة المعالم للطلب والإستهلاك من الكهرباء في القطاع المنزلي بالسودان الذي يعد أحد أهم القطاعات الإستهلاكية. ولما كانت الكهرباء تعتبر سلعة إستراتيجية ومؤشر للتنمية وتقدم الدول، فضلاً عن حوجة التخطيط لإقامة محطات توليد كهرباء لمجابهة الطلب والإستهلاك في المستقبل من الكهرباء، فقد قام الباحث بإستخدام النموذج القياسي لدالتي الطلب والإستهلاك المقدرة في عملية الإستشراف، وذلك بإستخدام المنهج الوصفي والتحليلي ومنهجية الإقتصاد القياسي. إعتمدت الدراسة على بيانات السلاسل الزمنية في الفترة من (1987-2006م) ولما للبيانات من أهمية كبيرة، فقد عكف الباحث على معالجتها وتحليلها بإستخدام الطرق القياسية الحديثة وإستخدم في ذلك حزمة التحليل الإقتصاد القياسي (E-views v.5) والبرنامج الإحصائي (SPSS). وقد تطرق الباحث في (الإطار النظري) إلى مفهوم النماذج القياسية وأغراضها وخصائصها ومكوناتها ومن ثم إلى أنواعها وتصنيفاتها. كذلك تضمن متن البحث النموذج القياسي وصياغة المتغير العشوائي وأسباب ظهوره في النموذج القياسي. كما تطرق الباحث إلى التخطيط الإقتصادي وتجربة السودان في إستجلاب النماذج القياسية في التخطيط، وعن خطط الكهرباء المستشرفة. كذلك تضمن الإطار النظري تحليلاً لبيانات السلاسل الزمنية والخطوات التي يجب أن تتّبع في التحليل والتي أفرد الباحث لها فصلا كاملا. وفي نفس السياق أوضح الباحث الإستشراف العلمي بإستخدام نماذج الإنحدار من خلال مفهوم الإستشراف القياسي أنواعه وأهميته وخطوات الإستشراف وفقاً لمنهجية (بوكس جنكيز) ومن التحاليل الحديثة تحليل الباثي (Path Analysis) التي بيّنها الباحث كإضافة متميزة للبحث. أما في الإطار التطبيقي فقد إستخدم الباحث الأساليب القياسية الحديثة والمستخدمة لتحليل نماذج السلاسل الزمنية التي أضفت لهذا البحث تميزاً من خلال إظهاره للمهارات التحليلية، التي لم تستخدم في البحوث المشابهة. حيث كانت البيانات تعاني من جذر الوحدة (عدم الإستقرار) (Non-stationarity). وقد أجتازت البيانات أختباري ديكي فولر الموسع (ADF) وفيلبس وبيرون (PP) بعد الفرق الأول، كذلك أجتازت أختباري التكامل المشترك لكل من ديكي فولر الموسع وفليبس وبيرون. وأيضاً إختبار التكامل المشترك بدلالة ديربن واتسون (Durbin Watson)، وقد إستخدم الباحث نموذج تصحيح الخطأ (ECM) للتوفيق بين السلوك قصير الأجل وطويل الأجل للعلاقات الإقتصادية بين المتغيرات والتي يطلق عليها التوازن (Equilibrium)، وكذلك تم فحص البواقي للنماذج وقد اجتاز نموذجنا اختبارات القياس من الرتبة الثانية، وايضاً كان قد إجتاز إختبار الرتبة الأولي من قبل، وبذلك نكون قد تجنبنا الإنحدار الزائف (Spurious Regression)، عليه نكون قد حددنا الأهداف الكمية في تخطيط الكهرباء للقطاع المنزلي في السودان وهو هدف أساسي للدراسة لتأكيد فعالية النماذج القياسية في التخطيط الإقتصادي وذلك بإستشراف الكميات المطلوبة والمستهلكة مستقبلاً. ثم يجيء دور تطبيق منهجية الإقتصاد القياسي (توصيف – تقدير – تقييم تقديرات) للنماذج الأربعة لدالتي الطلب والإستهلاك في الطاقة الكهربائية. وتأتي خطوة الإستشراف للكميات المطلوبة والمستهلكة المستقبلية من الطاقة الكهربائية كخطوة أساسية في البحث والتي برهنت على مدى فعالية النماذج القياسية في التخطيط الإقتصادي المستقبلي وذلك من خلال إختبار مقدرة النموذج على الإستشراف. وقد إستخدم الباحث النماذج الآحادية للإتجاه (Economic recursive systems) كإضافة حقيقية للبحث والمعروفة في تحليل الإنحدار باسم التحليل الباثي (Path analysis)، من خلال الإعتماد على نموذج علاقة السببية لجرانجر في إثبات النماذج الأحادية الإتجاه للنتائج النهائية التي تم الحصول عليها بالتحليل الباثي، بالإضافة الي ذلك فقد تم تقييم الأهمية النسبية بين المتغيرات المستقلة في تحديد أو (تفسير) الإختلافات الكلية للمتغير التابع في العملية التخطيطية.