دور التخطيط الإقليمي في التنمية الإقتصادية والإجتماعية في السودان

Abstract

هذه الدراسة تعني بالتخطيط التنموي الإقليمي، الذي يهتم بدراسة الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة والكامنة علي مستوي الإقليم أو الولاية، وكيفية استغلالها بالصورة المثلي لإحداث التنمية الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية في جميع أقاليم الدولة. وتهدف الدراسة إلي إعطاء تقييم عام لخطط التنمية في السودان وبالأخص مشاريع التنمية الإقليمية بولاية النيل الأبيض(مشاريع السكر)، وذلك من خلال معرفة دور هذه المشاريع في تنمية وتطوير الولاية، وأثرها علي خفض معدلات البطالة وتحسين مستويات المعيشة للمواطنين، هذا بالإضافة إلي دورها في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات الحضرية والريفية. ومشكلة الدراسة تمثلت في ضعف أداء المشاريع التنموية (مشاريع السكر) في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالولاية، وعليه تكمن مشكلة الدراسة من خلال الإجابة علي الأسئلة التالية: 1/ هل هذه المشاريع انعكاس لواقع وإمكانيات الولاية الاقتصادية.؟ 2/ وإلي أي مدي اعتمد علي تأسيسها علي أسس التخطيط التنموي؟ وما مدي مساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالولاية.؟ وقامت الدراسة على عدة فرضيات تحاول الدراسة الإجابة عليها وأهمها: 1- أن خطط وبرامج التخطيط التنموي في الولاية لم تأخذ في اعتبارها قضايا واحتياجات المجتمع لإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية. 2- مواطنو الولاية والمجتمع المحلي لهم مشاركة فاعلة في تنفيذ برامج ومشروعات التنمية الإقليمية والمحلية.

د

3- الخدمات الاجتماعية التي تقدمها المشاريع التنموية (مشاريع السكر) لا تلبي رغبات وطموحات المواطنين بالمنطقة. استخدمت الدراسة المنهج التاريخي الوصفي والتحليلي الإحصائي لاستقراء الواقع، كما اختارت الدراسة أيضاً منهج دراسة الحالة كمنهج تطبيقي. واعتمدت الدراسة علي عدة مصادر لجمع البيانات والمعلومات منها المصادر الأولية كالمقابلة الشخصية والملاحظة، والمصادر الثانوية مثل الكتب المرجعية والإحصاءات والبيانات الخاصة بالولاية ومشاريع التنمية محل الدراسة. جاء هيكل الدراسة مشتملاً علي خمسة فصول وعدد من المباحث، تناولت الموضوعات الآتية: الإطار العام للدراسة والدراسات السابقة، والإطار النظري للدراسة، وتجربة السودان في مجال التخطيط التنموي، والتخطيط للتنمية في ولاية النيل الأبيض، والإطار التطبيقي للدراسة، هذا بالإضافة إلي النتائج والتوصيات. وخلصت الدراسة إلي إن قيام مشاريع التنمية بالولاية(مشاريع السكر) خلق استقرار للمجتمعات السكانية المحيطة بهذه المشاريع، هذا بالإضافة إلي تحسين مستويات المعيشة لسكان المنطقة من خلال خلق فرص للعمل وزيادة دخول المواطنين، إلا أن الدراسة علي الجانب الاجتماعي خلصت إلي أن قيام مشاريع السكر تسبب في بعض الأضرار البيئية والصحية لسكان المناطق المجاورة لهذه المشاريع. وأوصت الدراسة بالاهتمام بإنسان المنطقة وتنميته بتوفير الخدمات الضرورية له من مياه شرب نقية وخدمات صحية وعلاجية، هذا بالاضافة إلي إشراك أفراد المجتمع المحلي ومواطني الولاية في تنفيذ المشروعات التنمية المحلية أو الإقليمية التي تقام في مناطقهم، كما توصي الدراسة بإعتبار ولاية النيل الابيض بجغرافيتها ومواردها الطبيعية إقليماً تخطيطياً تنموياً متخصص في إنتاج وصناعة السكر في السودان.